يبدو أن غياب الجناح المصري محمد صلاح عن المساندة الدفاعية بات يشكل “مشكلة صغيرة” لفريق ليفربول، خصوصا أمام الفرق الكبرى، في وقت يحاول فيه المدرب آرني سلوت إيجاد التوازن بين حرية “مو” الهجومية ومتطلبات المنظومة الدفاعية.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يعود السبب في ذلك أن صلاح غالبا ما يُمنح حرية البقاء في الخط الأمامي دون العودة للدفاع، ما يجعله من أخطر المهاجمين في العالم خلال لحظات التحول الهجومي، لكنه في المقابل يترك مساحات خلفه يعاني منها الفريق.
ويرى التقرير أن اللاعبين الذين يشغلون الجبهة اليمنى خلف صلاح، مثل جيريمي فريمبونج وكونور برادلي ودومينيك سوبوسلاي، يجدون أنفسهم في مواقف صعبة نتيجة تفوق عددي (اثنين ضد واحد) على هذا الجانب.
وقد تجلت هذه الثغرة بوضوح في مباراة تشيلسي الأخيرة، التي سجل منها “البلوز” هدف الفوز، ما يثير القلق من احتمال استغلال فرق أخرى لهذا الضعف.
صلاح يملك حرية التركيز على الجانب الهجومي
لا يطلب سلوت من صلاح العودة للخلف ومساعدة الظهير الأيمن، فمن الواضح أن الجناح المصري لا يتتبع لاعبي الخصم كمارك كوكوريّا مثلاً، والمدرب الهولندي لا يبدو من النوع الذي يتساهل في مثل هذه الأمور إن كانت خارجة عن تعليماته.
على العكس، يمنح سلوت صلاح حرية التركيز الكامل على الجانب الهجومي دون التزامات دفاعية، وهي فلسفة متبعة لدى عدد من المدربين الذين يفضلون الحفاظ على طاقة نجومهم في الثلث الأخير من الملعب.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أنه في بعض فترات المباريات التي يتعرض فيها الفريق للضغط، قد يتحمل اللاعبون مسؤولية أكبر ويعودون لمساندة الدفاع.
وتذكّر الشبكة البريطانية بمباراة الموسم الماضي أمام مانشستر سيتي، حين قدم صلاح أداء دفاعيا مميزا للغاية، ما يؤكد قدرته على القيام بهذا الدور متى طُلب منه ذلك.
المشكلة الحقيقية لليفربول تحت قيادة سلوت
أكد التقرير أن المسألة ليست في صلاح نفسه، بل في الكيفية التي يُنظم بها ليفربول خطوطه خلفه، خاصة أمام الفرق القوية.. فحين يتأخر الدعم من لاعبي الوسط، مثل رايان جرافنبيرش أو أليكسيس ماك أليستر، يجد الفريق نفسه مكشوفا، حيث تُستغل المساحات أمام خط الدفاع.
وأشار إلى أن هذه المشكلة لا تظهر كثيرا أمام الفرق التي يهيمن فيها ليفربول على الكرة، إذ سبق للفريق أن فاز بالدوري بأسلوب مشابه، لكنه بحاجة الآن إلى مزيد من الانضباط التكتيكي لأن الفرق الكبرى ستعرف كيف تضربه في تلك المساحات.
ليفربول يفقد السيطرة
أضافت الشبكة أن دور صلاح لم يتغير هذا الموسم، لكن لأن معدله التهديفي تراجع قليلاً، فقد أصبحت الجوانب الدفاعية أكثر وضوحا.
ومع ذلك، أكد أنه لا حاجة للقلق حيال مستوى النجم المصري، لأنه يمتلك القدرة على العودة للتألق قريبا، مشيرا إلى أنه خلق فرصا عديدة أمام تشيلسي، لكنه افتقد اللمسة الأخيرة في بعض اللحظات.
المشكلة الأكبر، بحسب التقرير، تكمن في فقدان ليفربول السيطرة على مجريات المباريات مقارنة بالموسم الماضي، حيث خسر الفريق ثلاث مباريات متتالية في الدوري ودوري الأبطال، مع تراجع واضح في الأداء العام.
ويرجع ذلك جزئيا إلى التغييرات الكثيرة التي شهدتها التشكيلة خلال الصيف وغياب بعض اللاعبين عن فترة الإعداد، إذ كان فريق سلوت في الموسم الماضي أكثر قدرة على إدارة المباريات بذكاء وتوازن، في حين أصبح الأداء حاليا أكثر فوضوية، كما ظهر في نصف الساعة الأخير أمام تشيلسي الذي اتسم بالفوضى والتسرع، وانتهى بخسارة ليفربول رغم امتلاكه فرصا للفوز.
كيف يمكن لسلوت إصلاح ليفربول؟
ترى الشبكة البريطانية أن هناك عدة أمور لا تسير على ما يرام داخل الفريق، أبرزها فقدان التركيز في بناء اللعب وإهدار الاستحواذ بسهولة، لكنه لا يعتبر أن الوضع ميؤوس منه، حيث تعتقد أن الريدز لا يحتاج لتغيير أسلوبه بالكامل، بل إلى استعادة الصبر والهدوء في الأداء.
ولفت إلى أن الفريق ما يزال على بُعد نقطة واحدة فقط من المتصدر آرسنال، ولديه الوقت الكافي لتصحيح الأخطاء. كما أن الجانب البدني سيتحسن تدريجياً مع عودة اللاعبين الذين لم يخوضوا فترة إعداد كاملة، مثل ألكسندر إيزاك، ماك أليستر، برادلي، وهوجو إكيتيكي.
كما سيساعد انسجام الثنائيات الجديدة على أرض الملعب – سواء بين الظهير الأيمن وصلاح أو بين فلوريان فيرتز وإيزاك – في استعادة التوازن المطلوب.
وألمح التقرير إلى أنه لا داعي للهلع، إذ تمر كل الفرق الكبرى بفترات تذبذب مشابهة، وما حدث لليفربول هذا الأسبوع قد يتكرر مع آرسنال أو مانشستر سيتي لاحقا.
ويرى أن السيتي ما يزال في سباق اللقب بفضل جوع إرلينج هالاند، بينما يظهر آرسنال بثبات كبير وصلابة دفاعية واضحة تشبه نسخة الموسم الماضي مع إضافات نوعية جديدة.
أما ليفربول، فيبدو أنه يعيش مرحلة إعادة بناء حقيقية، لكن مع مرور الوقت وتطور الانسجام داخل الفريق، يتوقع الجميع أن يتحسن الأداء تدريجيا ويستعيد “الريدز” مكانته المعهودة في الصدارة.