ماكينة اهداف .. هالاند يبدأ الموسم بانفجار ناري يهز البريميرليج – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

ماكينة اهداف .. هالاند يبدأ الموسم بانفجار ناري يهز البريميرليج

بدأ النجم النرويجي إيرلينج هالاند موسمه الجديد مع مانشستر سيتي بانطلاقة صاروخية، إذ نجح في تسجيل 9 أهداف خلال أول 7 مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز، هذا الأداء المذهل يعكس مرة أخرى قدراته التهديفية الاستثنائية، ويؤكد أنه أحد أخطر المهاجمين في العالم، القادر على تغيير مجريات أي مباراة بمفرده.

ورغم أن هذه البداية ليست الأعلى في مسيرة هالاند، إذ سبق له تسجيل 11 هدفًا في أول 7 مباريات بموسم 2022-2023، و10 أهداف في الموسم الماضي، إلا أن إنجازه هذا العام لا يقل قيمة عن ذلك. خصوصًا أنه يتصدر سباق الحذاء الذهبي في إنجلترا بفارق 3 أهداف عن أقرب منافسيه، ما يضعه في موقع مريح للغاية في سباق لقب الهداف.

ما يميز هذا الموسم هو أن جميع أهدافه التسعة جاءت من اللعب المفتوح، دون الاستعانة بركلات الجزاء، ما يضفي على أداء هالاند بعدًا إضافيًا من القوة والاعتماد على الموهبة الفردية. فالنرويجي لا يعتمد على الكرات الثابتة أو الحظ، بل على التحرك الذكي، التمركز المثالي، واللمسة الأخيرة الحاسمة التي تجعل من كل فرصة تهديفية احتمالًا حقيقيًا للتسجيل.

ماكينة الفرص قبل الأهداف

على الرغم من أن الإصابات المفاجئة قد تغير وجه المنافسة على لقب الحذاء الذهبي، فإن المؤشرات الحالية ترجح كفة هالاند لعدة أسباب واضحة. أولها العدد الكبير من الأهداف التي سجلها بالفعل، وثانيها جودة الفرص التي يحصل عليها مقارنة بمنافسيه الآخرين.

ويعتمد المحللون على مقياس يُعرف بـ”الأهداف المتوقعة” (xG)، الذي يُقدّر عدد الأهداف المتوقع تسجيلها استنادًا إلى نوعية الفرص المتاحة للاعب. وتشير الأرقام الحالية إلى تفوق هالاند بشكل كبير على بقية المهاجمين في الدوري الإنجليزي، سواء من حيث عدد الفرص أو جودتها، ما يعني أن مستواه هذا الموسم مبني على أسس قوية وليس على الصدفة.

بعبارة أخرى، حتى لو كان هالاند مجرد مهاجم “عادي” في اللمسة الأخيرة، فإن كمية الفرص التي يحصل عليها تكفي لوضعه في صدارة قائمة الهدافين بسهولة. فأسلوب لعب مانشستر سيتي، بقيادة بيب جوارديولا، يمنح المهاجم النرويجي مساحات كبيرة داخل منطقة الجزاء، ويدعمه بتمريرات متقنة من لاعبين مثل فودين ودوكو، ما يزيد فرصه في تسجيل الأهداف.

تفوق نوعي وكمي

سدد هالاند حتى الآن 29 كرة على المرمى هذا الموسم، أي أكثر بـ12 تسديدة من أي لاعب آخر في الدوري، وهو رقم ليس غريبًا عليه، إذ كان له 30 تسديدة في نفس المرحلة من موسم 2023-2024 و34 تسديدة في موسم 2022-2023. لكن ما يميّز هذا الموسم هو جودة الفرص وليس عددها فقط.

فمعدل xG لكل تسديدة لهالاند هذا الموسم يبلغ 0.27، أي أن كل تسديدة يطلقها تتحول إلى هدف بنسبة 27%، وهي نسبة مذهلة تعكس قوة التمركز والحس التهديفي للنرويجي، وللمقارنة، كان معدل xG للتسديدة الواحدة لهالاند في بداية الموسم الماضي 0.17 فقط، ما يعني أن النوعية الحالية للفرص أفضل بكثير، ويعكس تحسن أداء مانشستر سيتي في صناعة الفرص ووصول الكرة إلى هالاند بشكل أكثر فاعلية وسرعة.

وبفضل أسلوب اللعب المباشر والواضح، أصبح هالاند يحصل على فرص أسهل وأكثر وضوحًا، ما انعكس على نسبته التهديفية بشكل ملحوظ. فريق مانشستر سيتي هذا الموسم يبدو أكثر قدرة على استغلال العمق، والتمريرة الدقيقة، والانتشار السريع خلف خطوط الدفاع، ما يجعل مهمة هالاند في التهديف شبه محسومة في كثير من المباريات.

منافسو هالاند في الدوري

المثير أن منافسي هالاند التقليديين على لقب هداف الدوري الإنجليزي لم يبدأوا الموسم بنفس القوة. على سبيل المثال، محمد صلاح، هداف الموسم الماضي بـ29 هدفًا، سجل هدفًا واحدًا فقط خلال نفس الفترة، مع نصف عدد الفرص التي أتيحت له مقارنة بنفس المرحلة من الموسم السابق. يمكن القول إن هذه أبطأ بداية لصلاح منذ انضمامه إلى البريميرليج، مما يمنح هالاند الأفضلية بشكل كبير.

ولا يقتصر الأمر على صلاح، بل يمكن ملاحظة أن معظم اللاعبين الآخرين من قائمة أفضل 11 هدافًا في الموسم الماضي لم يسجلوا سوى أهداف قليلة مقارنة بهالاند. بعض هؤلاء تأثر بالإصابات، مثل يوان ويسا وكول بالمر ويورجن ستراند لارسن، فيما أثر طول فترة الانتقالات على لاعبين آخرين مثل ألكسندر إيزاك. وهناك أيضًا تراجع أداء بعض الفرق مثل برينتفورد وأستون فيلا وولفرهامبتون، ما انعكس بدوره على معدلات تهديف لاعبيها.

الحذاء الذهبي الأوروبي

على الصعيد الأوروبي، المنافسة على الحذاء الذهبي تبدو أكثر حدة. هالاند يتقاسم المركز الثاني مع نجم ريال مدريد كيليان مبابي، إذ سجل كل منهما 9 أهداف، خلف المتصدر هاري كين، الذي أحرز 11 هدفًا مع بايرن ميونخ.

ومع ذلك، يتمتع هالاند بميزة نسبية، إذ أن جميع أهدافه جاءت من اللعب المفتوح، بينما سجل كل من مبابي وكين بعض أهدافهما من ركلات جزاء. ورغم ذلك، يُعرف عن مبابي وكين أنهما يسجلان أهدافًا أكثر مما توحي به فرصهما الفعلية، ما يجعل السباق الأوروبي مفتوحًا ومثيرًا حتى آخر جولات الموسم.

قد تحمل الأشهر القادمة مفاجآت غير متوقعة نتيجة الإصابات أو التذبذب في أداء اللاعبين، لكن المؤشرات الحالية تشير بقوة إلى أن إيرلينج هالاند هو المرشح الأقوى لاحتكار لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز.

إضافة إلى ذلك، فإن مستواه المذهل يمنحه أيضًا فرصة لتأكيد هيمنته على الكرة الأوروبية، ويعزز مكانته كأخطر مهاجم في العالم، القادر على فرض أسلوبه وفرض نتائج المباريات على الخصوم بمفرده.

باختصار، هالاند لا يقدم مجرد أهداف، بل عرضًا متكاملًا للتمركز الذكي، القدرة على التحرك داخل الملعب، والتفوق في الاستفادة من كل فرصة تُتاح له، وهو ما يجعل منافسيه في سباق الحذاء الذهبي، على الأقل في الدوري الإنجليزي، أمام تحدٍ صعب للغاية.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل