كشفت تقارير صحفية أن نادي ريال مدريد قرر عدم تجديد عقد المدافع الألماني أنطونيو روديجر، الذي ينتهي في صيف العام المقبل، بعد تراجع دوره في الفريق.
وحسب ما ذكرته صحيفة “بيلد” الألمانية، اليوم الثلاثاء، فشل روديجر في إقناع المدرب الجديد تشابي ألونسو بقدراته، رغم كونه أحد الأعمدة الأساسية في خط الدفاع خلال المواسم الثلاثة الماضية.
ويهدف ريال مدريد إلى تقليص فاتورة رواتب الفريق، حيث يعتبر ألونسو أن روديجر يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا مقابل كونه لاعبًا احتياطيًا في الوقت الحالي.
دفاع جديد في عهد ألونسو
وكان واضحًا أن تشابي ألونسو يستهدف إعادة بناء خط دفاع ريال مدريد منذ توليه المهمة مطلع الموسم الجاري، خصوصًا بعد أن تسبب الخط الخلفي في هزائم عديدة للفريق خلال ولاية كارلو أنشيلوتي.
وشهد الميركاتو الصيفي الماضي إنفاقًا كبيرًا من جانب ريال مدريد، إذ خصص النادي معظم صفقاته لتقوية الخط الخلفي.
فقد تعاقد مع الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد في صفقة انتقال حر من ليفربول، قبل أن يدفع مبلغًا إجماليًا قدره 110 ملايين يورو (95 مليون جنيه إسترليني / 129 مليون دولار) للتوقيع مع المدافع الهولندي دين هويسين والظهير الأيسر ألفارو كارّيراس.
كما قام ألونسو بتصعيد المدافع الشاب راؤول أسينسيو من فريق كاستيا إلى الفريق الأول بعد موسم مميز في 2024-2025.
ثنائي يحظى بالثقة
ونجح هويسين سريعًا في تثبيت أقدامه ضمن التشكيلة الأساسية لريال مدريد بفضل عروضه القوية، فيما شارك روديجر وأسينسيو إلى جانبه في كأس العالم للأندية، لكن كلاهما أظهر لحظات من التراخي وعدم التركيز.
ومنذ انطلاق موسم 2025-2026، شكّل الثنائي دين هويسين وإيدير ميليتاو الشراكة الدفاعية الأكثر تماسكًا وهدوءًا.
ويبدو أن ميليتاو، الذي عانى من إصابتين خطيرتين في الرباط الصليبي خلال الموسمين الماضيين، يعيش حالة من الإصرار والتحدي، حتى إنه تفوق في بعض المباريات على زميله الهولندي الشاب.
روديجر خارج الصورة
وفقًا لتقرير صحيفة بيلد، فإن ألونسو لم يقتنع بإمكانيات روديجر، ويرى أن المدافع الألماني أصبح كثير الإصابات ويفتقر إلى الاستقرار في الأداء.
ومنذ بداية الموسم الجاري من الدوري الإسباني، لعب روديجر مباراة واحدة فقط أمام ريال أوفييدو ضمن الجولة الثانية، انتهت بفوز الفريق الملكي بثلاثية دون رد، حيث ساهم المدافع الألماني في الخروج بشباك نظيفة.
وغاب روديجر عن الجولة الافتتاحية ضد أوساسونا، في مباراة حسمها الأبيض لصالحه بهدف، بسبب الإيقاف لتراكم البطاقات منذ الموسم الفائت.
وتعرض روديجر لإصابة في عضلة الفخذ الخلفية في سبتمبر/ أيلول الماضي، خضع على إثرها لعملية جراحية، ومن المتوقع أن يعود إلى الملاعب في ديسمبر/ كانون الأول المقبل على أقرب تقدير.
وحتى بعد عودته، من غير المرجح أن يستعيد المدافع الألماني الدولي مركزه الأساسي في صفوف ريال مدريد، في ظل الأداء القوي للثنائي هويسين وميليتاو، إلا إذا قرر ألونسو الاعتماد على 3 مدافعين في الخط الخلفي.
مستقبل غامض
وينتهي عقد روديجر مع ريال مدريد في صيف 2026، ومع بلوغه سن الثالثة والثلاثين في مارس/ آذار المقبل وتراجع دوره إلى لاعب بديل، لا يعتزم النادي الملكي تقديم عرض لتجديد عقده.
ويسعى ريال مدريد لتخفيف الضغط على ميزانية الرواتب بالتخلص من راتب روديجر، الذي يبلغ نحو 14 مليون يورو سنويًا (12 مليون جنيه إسترليني / 16.5 مليون دولار).
كما يراقب النادي الإسباني أسماء بارزة في سوق الانتقالات لتعويضه، من بينها الفرنسي إبراهيما كوناتي، مدافع ليفربول، الذي سينتهي عقده مع الريدز في الصيف المقبل، إضافة إلى لاعبين آخرين ضمن القائمة المختصرة لريال مدريد مثل مارك جيهي (كريستال بالاس) ودايو أوباميكانو (بايرن ميونخ).
وتجدر الإشارة إلى أن مسألة الاستغناء عن روديجر ليست جديدة، إذ أكدت تقارير صحفية في يوليو/ تموز الماضي أن النادي الملكي “منفتح” على فكرة رحيل اللاعب.
وأوضحت صحيفة “آس” الإسبانية أن روديجر شارك في 55 مباراة من أصل 68 خلال الموسم الأخير، بمجموع 4540 دقيقة، ولم يتعرض في الموسم الماضي إلا لإصابتين: الأولى عضلية في فبراير/شباط، والأخرى أكثر خطورة تمزق في الغضروف الخارجي للركبة في أبريل/نيسان، غاب بسببها لمدة 10 مباريات.
ورغم ذلك، يثير روديجر القلق في ريال مدريد بسبب معاناته من بداية مبكرة لمرض التهاب المفاصل في إحدى ركبتيه، وبالتالي لم يستبعد ريال مدريد فكرة بيع روديجر الصيف الماضي بشرط تلقي عرض مناسب.
وارتبط روديجر مؤخرا بالانتقال إلى أحد أندية الدوري السعودي للمحترفين، ما قد يشكل وجهة محتملة نظرًا لعمره، ومسيرته الناجحة.
من جانبه، يستعد ريال مدريد للعودة إلى منافسات الدوري الإسباني بعد نهاية فترة التوقف الدولي، حيث يحل ضيفًا على خيتافي يوم الأحد المقبل ضمن الجولة التاسعة من المسابقة.
ويتصدر ريال مدريد جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 21 نقطة بعد انقضاء 8 جولات، متفوقًا بفارق نقطتين فقط عن الغريم برشلونة، صاحب المركز الثاني.
