المولد .. شهيد العلم والرياضة .. أ.د محمد حسين النظاري – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

المولد .. شهيد العلم والرياضة .. أ.د محمد حسين النظاري

ان معرفتي بصديقي الشهيد الدكتور محمد علي المولد تمتد لقرابة عقد من الزمن، التقيت به في مدينة البيضاء في رباط الإمام الهدار رحمة الله عليه ونفعنا بعلومه وعلوم سائر الصالحين آمين.
كما يصفه شيوخه من ال الهدار، فقد كان الشهيد ذا همة كبيرة في تلقي وتحصيل العلم الشرعي واللغة العربية.
توطدت العلاقة بيننا قي زياراته المتعددة لجامعة البيضاء كرئيس لوحدة العلماء بالمحافظة، وبدأ يقترب من كادر الجامعةة، وتعلق به كل من عرفه لما لمس فيه من الأخلاق الحميدة والتعامل الراقي.
عندما تم تعيينه أمينا عاما لجامعة البيضاء كان قد نسج علاقات طيبة مع غالبية الكادر الأكاديمي والإداري، مما جعله مقبولا لدى الجميع، بالرغم أمه لم يكن من الكادر الوظيفي للجامعة.
لم أكن اتخيل يوما ما بأن الشيخ الدكتور محمد علي المولد سيكون يوما ما وزيرا للشباب والرياضة، حتى عندما اتصلت له مباركا له بعد لحظات من صدور قرار تعيينه، قال لي : يا د. محمد انت اول من خطر ببالي عندما تم تعييني وزيرا للشباب والرياضة، بحكم معرفته بتخصصي في هذا المجالات.
في الوزارة كان يسألني كثيرا دون حرج عنها وتخصصاتها، فقد كان يريد أن يترك بصمة له فيها، والحمد لله رب العالمين وفقنا الله لأن نكون خير سند له في كل استشاراته
كان رجلا حكيما ورزينا ويمتلك الهدوء الذي يجعله يقيم الآخرين تقييما صحيحا، ولهذا وبالرغم من أن وزارة الشباب والرياضة من الوزارات التي فيها مشاكل كثيرة، استطاع التأقلم مع الكادر وكسب وده بصورة سريعة.
شاركنا معا بأوراق عمل وبحوث في أكثر من مؤتمر منها : الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وصحبه وسلم، ومستمر فلسطين قضية الأمة المركزية، ومؤتمر جامعة البيضاء، وكنت استفيد كثيرا من تصويباته من الناحية اللغوية وتركيب الجمل، وكان يترك لي الجانب الشبابي والرياضي.
في مؤتمر جامعة البيضاء السادس المجمع إقامته في أكتوبر مشترك معه رحمة الله عليه ببحث عن البيئة في الجانب الرياضي .
على الصعيد الانساني لم يكن يحدث لي حادث أو مرض أو وفاة أو فرح، الا وأجره زائرات لي في بيتي برداع، وكان في كل لقاء تجده في قمة التواضع.
رافقته في سفريات كثيرة خاصة في سيارته، وكما يقولون في السفر تعرف معادن الرجال، ولأن المعدن الأصيل لا يتغير فقد وجدته هو هو في سفره واقامته، وهذه ميزة لا تجدها الا عند من وفقه الله تعالى.
لم أكن انظر إليه كرجل عادي إطلاقا، بل كنت انظر إليه كعالم واعامله وفق ذلك، فقد كان عالما معتدلا غير متشدد وإن كنا على غير المذهب الواحد، ولكن روح العالم المتسامح تجعلك تجله وتقدره وتبجله.
كنت كلما لقيته على غير عادة الاخرين، قد يقدمون له طلب معونة أو ما شابه ذلك، الا أني اطلب منه الدعاء لي باستمرار، وكان يتعهدني بذلك.
للأسف الشديد لم يستفد من الشهيد الدكتور محمد المولد كثيرا، كل من عامله على أنه الرجل المسؤول، فكثير هم المسؤولين، ولكن قلة قليلة من يجمعون بين المسؤولية والعلم الشرعي، كون ذلك يجعلهم أكثر انصافا وأكثر نزاهة وأكثر عدلا، ويجعلهم ينزلون الناس منازلهم التي يستحقونها.
آخر لقاء بالشهيد كان في ال ١٩ صفر ١٤٤٧ه اي قبل استشهاده بأقل من عشرة أيام، فقد اتصال بي ودعاني لأن اكون معه في ندوة ثقافية عن فلسطين، ورغم أني كنت قد أصبت بجلطة دماغية قبلها بأيام أثرت على نظري، ولكن لأن العمل ديني ووطني فقد قبلت دعوته وشاركنا معا في الندوة التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة واقيمت بقصر الشباب وتزامنت مع بدء الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف.
كان الشهيد متعلقات بقضية الأمة المركزية، وكان يشارك إخوانه في غزة كل مآسيهم، حتى اصطفاه الله شهيدا على يد من يقتلهم، ليشاركهم بذلك لحظات الحياة والاستشهاد.
هنيئها للشهيد الدكتور محمد المولد الشهادة ليكون اول وزير للشباب والرياضة تستهدف إسرائيل، لينال الشهادة مع رفاقه وفي مقدمتهم رئيس مجلس الوزراء الشهيد احمد غالب الرهوي، وهم يؤدون عملهم المدني في خدمة المواطنين.
نسأل الله تعالى له الرحمة وأن يتقبله الله في الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ونسأل الله تعالى ونحن نعيش اربعينيته؛الصبر والسلوان لأهله ومحبيه والشفاء لزملائه الجرحى.

التصنيفات: ميادين