دي بروين يعاقب جوارديولا .. هل أخطأ مانشستر سيتي بالاستغناء عنه؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

دي بروين يعاقب جوارديولا .. هل أخطأ مانشستر سيتي بالاستغناء عنه؟

قدم كيفين دي بروين، نجم نابولي، انطلاقة استثنائية للموسم منذ رحيله إلى الدوري الإيطالي هذا الصيف في صفقة انتقال حر، ما يفتح الباب أمام التساؤلات: هل أخطأ مانشستر سيتي ومدربه بيب جوارديولا بقرار الاستغناء عن النجم البلجيكي؟

وتلقى دي بروين إشادات مختلفة من وسائل الإعلام الإيطالية والخبراء، حيث وُصف بعبارات مثل “أسطوري”، و”في مستوى آخر”، ما يعيد نجم مانشستر سيتي السابق إلى دائرة الضوء.

وبعد موسم مخيّب، قرر مانشستر سيتي تغيير جلده والاستغناء عن عدد من اللاعبين المتقدمين في العمر، في استراتيجية راح ضحيتها نجوم مثل إيدرسون مورايس، وجاك جريليش، وإلكاي جوندوجان، وكايل ووكر.

دي بروين، صاحب الـ34 عامًا، أيضًا كان أحد أبرز الضحايا، إذ أبلغه مانشستر سيتي أنه لم يعد ضمن خطط النادي، رغم تاريخه الكبير مع الفريق السماوي، إذ توج بـ16 لقبًا وخاض أكثر من 400 مباراة.

ولم يقدم مانشستر سيتي عقدًا جديدًا لدي بروين، لينضم النجم البلجيكي إلى نابولي في تجربة جديدة مطلع الموسم الجاري، علمًا بأنه لم يكن يرغب في الرحيل عن قلعة “الاتحاد”.

وقال دي بروين، في تصريحات صحفية أبريل/ نيسان الماضي، عن قرار مانشستر سيتي بالاستغناء عنه “تفاجأت قليلًا، لكن عليّ أن أتقبل القرار. بصراحة، ما زلت أؤمن أنني قادر على الأداء بهذا المستوى كما أُظهر الآن، لكني أتفهم أن الأندية يجب أن تتخذ قراراتها”.

واتضح لاحقًا أن صانع الألعاب البلجيكي المخضرم كان مُحقًا في تقييم نفسه، الأمر الذي تبرزه أرقامه حتى الآن.

أفضل بداية تهديفية في مسيرة دي بروين

افتتح دي بروين موسم 2025-2026 بأداء استثنائي، توّجه الإثنين الماضي بتسجيل هدفين من ركلتي جزاء في فوز منتخب بلاده بلجيكا 4-2 على ويلز ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026.

وقدم دي بروين 11 مساهمة تهديفية (حيث سجل بنفسه 8 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة) خلال 12 مباراة خاضها مع نابولي ومنتخب بلجيكا هذا الموسم، ما يمثل إحدى أفضل الانطلاقات التهديفية في مسيرته حتى الآن.

وفي الموسمين 2019-2020 و2023-2024 فقط، قدّم دي بروين أرقامًا أعلى في أول 12 مباراة، ففي الأول ساهم في 15 هدفًا، وفي الثاني ساهم بـ13، ما يؤكد أنه يعيش فترة انتعاش فني مميزة في إيطاليا.

مانشستر سيتي يعض أصابع الندم

ويبدو أن دي بروين انسجم سريعًا مع أجواء الدوري الإيطالي، فرغم أنه لم يصنع أي هدف في الكالتشيو حتى الآن، إلا أنه يُعد ثاني أكثر لاعب وسط صناعةً للفرص في البطولة، حسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وسجل دي بروين 3 أهداف، لا يتفوق عليه سوى كريستيان بوليسيتش (ميلان) وريكاردو أورسوليني (بولونيا) بـ4 أهداف لكل منهما، كما أنه من أكثر لاعبي الوسط تسديدًا على المرمى.

على الجانب الآخر، بدأ مانشستر سيتي الموسم بشكل قوي لكنه لم يكن مذهلًا، إذ حقق 6 انتصارات وتعادلين وهزيمتين في أول 10 مباريات، بعد أن راهن جوارديولا على أسماء جديدة في وسط الملعب على غرار الثنائي تيجاني رايندرز، وريان شرقي، للعب الدور الذي كان يلعبه دي بروين.

وكانت إحدى تلك الانتصارات أمام نابولي في ملعب الاتحاد، في مواجهة شهدت عودة دي بروين لبيته القديم، لكنها انتهت بخروجه المبكر بعد طرد زميله جيوفاني دي لورينزو في الدقيقة 26.

ورغم ذلك، فإن أرقام دي بروين توحي بأنه كان لا يزال قادرًا على لعب دور محوري في فريق المدرب بيب جوارديولا، إذ يتفوق على جميع لاعبي وسط سيتي تقريبًا في عدد الأهداف والمساهمات، باستثناء مواطنه جيريمي دوكو الذي يقترب منه.

لذلك يمكن القول إن رحيل دي بروين عن مانشستر سيتي لم يكن مسألة تراجع في المستوى، بقدر ما كان خطأً تقديريًا من الإدارة.

فالنجم البلجيكي ما زال يقدم أداءً يثبت أنه أحد أفضل صنّاع اللعب في العالم، وربما لا يزال في جعبته ما يكفي ليكتب فصلًا جديدًا من المجد مع نابولي في الكالتشيو.

كذلك فإن دي بروين يتمتع بكامل لياقته البدنية حاليًا، بعد أن عانى في نهاية مشواره مع مانشستر سيتي من إصابات متكررة أثّرت على استمراريته في اللعب خلال الدوري الإنجليزي الممتاز.

فقد خاض 34 مباراة فقط كأساسي في الدوري خلال الموسمين الماضيين مع سيتي، لكنه في المقابل بدأ 5 مباريات من أصل 6 خاضها نابولي في الدوري الإيطالي هذا الموسم، وشارك بديلًا في المباراة السادسة.

وعن بدايته مع نابولي، قال دي بروين في تصريحات صحفية “أشعر أنني في حالة رائعة، ألعب كثيرًا وأنا في لياقة ممتازة.”

نحو مشاركة مونديالية جديدة

وعلى الصعيد الدولي، شارك دي بروين في 3 نسخ من كأس العالم مع منتخب بلجيكا، ويُعد من آخر من تبقّى من الجيل الذهبي الشهير للكرة البلجيكية.

وقال مدربه السابق في المنتخب والمدير الفني الحالي لمنتخب البرتغال، روبرتو مارتينيز، في عام 2022: “نحن محظوظون بوجود لاعب مثل كيفن. بالنسبة لي، هو صانع الألعاب الأكثر إبداعًا في كرة القدم العالمية حاليًا.”

لكن منذ رحيل مارتينيز، تغيّر الجهاز الفني للمنتخب البلجيكي مرتين، وجاء القرار المفاجئ من المدرب الجديد رودي جارسيا في سبتمبر/ أيلول الماضي بسحب شارة القيادة من دي بروين، وهو الدور الذي تقلّده منذ مارس/ آذار 2023.

واختار جارسيا لاعب أستون فيلا، يوري تيليمانس، قائدًا جديدًا للمنتخب، مشيرًا إلى أنه “حلقة الوصل بين الجيل الذهبي والجيل الشاب”.

ورغم ذلك، تقبّل دي بروين القرار بصدر رحب، وردّ بطريقته المعتادة على أرض الملعب، حيث سجل 5 أهداف في أول 4 مباريات له تحت قيادة جارسيا، من بينها ثنائية في مرمى ويلز، قادت منتخب بلاده لصدارة مجموعته في التصفيات واقترابه خطوة كبيرة من المشاركة في كأس العالم للمرة الرابعة تواليًا.

وسيحتفل دي بروين بعيد ميلاده الخامس والثلاثين في منتصف بطولة كأس العالم المقبلة التي ستُقام صيف العام القادم في كندا والمكسيك والولايات المتحدة، لكنه حتى الآن لا يُظهر أي مؤشرات على التباطؤ أو التراجع، بل يواصل تقديم أداء يؤكد أنه لا يزال أحد أعمدة الكرة العالمية.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل