تشهد النسخة المرتقبة من “دير كلاسيكر” بين بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند، التي ستقام غدًا السبت على ملعب أليانز أرينا، مواجهة بين الفريقين الوحيدين، اللذين لم يهزما في الدوري الألماني، وبين مدربيهما اللذين أحدثا تحولا جذريا في مسيرتيهما، في صراع على 3 نقاط قد تكون بالغة الأهمية مبكراً في سباق اللقب.
وأحدث فينسنت كومباني ونيكو كوفاتش، تأثيرات بالغة منذ وصولهما إلى منصبيهما، حيث قاما بتحويل فريقيهما إلى آلات فوز لا يستهان بها، بعد أن كانا في وضع لا يرتقي للطموحات عند تعيينهما.
كومباني: ضمانة استعادة الهيمنة في بايرن
وصل المدرب البلجيكي إلى بافاريا، ومهمته الرئيسية هي التأكد من أن حملة بايرن ميونخ التي خلت من الألقاب في موسم (2023-2024) كانت مجرد كبوة عابرة.
وحقق كومباني، هدفه بأناقة، حيث ضمن لقب الدوري الألماني بفارق 13 نقطة، مسجلاً 99 هدفاً وحقق 25 فوزاً من أصل 34 مباراة في الدوري، وتجاوز مجموع نقاط بايرن (82 نقطة) مجموع الموسم السابق بعشر نقاط، كل هذا مع تلقي شباكه 13 هدفاً أقل.
وما يثير الإعجاب أكثر، هو أن مدافع هامبورج السابق، أشرف على هذا التحول بعد هبوطه مع بيرنلي من الدوري الإنجليزي الممتاز في 2024، وهو تحضير لا يعتبر مثالياً لتولي مسؤولية أحد أكبر أندية أوروبا.
ومع ذلك، لم يتأثر المدرب، البالغ من العمر 39 عاماً، إذ خسر مباراتين فقط من أصل 40 مباراة أشرف عليها في البوندسليجا حتى الآن، ويشمل ذلك الفوز بأول 10 مباريات تنافسية هذا الموسم، ليحقق رقماً قياسياً جديداً للنادي.
وهذا ليس المقياس الوحيد الذي يتفوق فيه كومباني، حيث يبلغ متوسط أهداف فريقه 3.1 هدف في المباراة الواحدة، وهي أفضل نسبة لأي مدرب لبايرن ميونخ حتى الآن.
وعلق كومباني بتواضع، على إنجازاته المبكرة في ألمانيا، قائلاً بحب ما نقل الموقع الرسمي للبوندسليجا “أنا دائمًا أُرجع الفضل للفريق، نتخذ الكثير من القرارات المهمة، هذا صحيح، لكنني أعتقد حقاً أن السبب وراء نجاح العديد من المدربين بأساليب وأفكار مختلفة، هو أن لديهم لاعبين جيدين”.
كوفاتش.. معجزة في دورتموند
كان هناك مستويات مماثلة من التدقيق، على قرار دورتموند بتعيين كوفاتش مدرب بايرن السابق، الذي كان قد أُقيل من تدريب فولفسبورج قبل عام، حيث كان الفريق في المركز 14 بعد 26 مباراة من موسم (2023- 2024).
ولم يكن دورتموند بعيداً عن هذا الوضع، عندما تولى كوفاتش، المسؤولية في بداية فبراير/شباط من هذا العام، وكان “الأسود والأصفر” يترنحون في المركز 11 بثمانية انتصارات فقط من 20 مباراة، بينما كان منافسهم بايرن، قد حقق ضعف هذا العدد من الانتصارات.
وقد يكون الأداء الذي تلا ذلك، قد فاجأ كوفاتش نفسه، حيث وصل دورتموند في النهاية إلى هدفه المتمثل في التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد أن حقق 9 انتصارات في مبارياته 14 المتبقية من الموسم، وخلال تلك الفترة، لم يجمع نقاطاً أكثر من بوروسيا، سوى فريق كومباني البطل.
وفي حديثه عن وصفته للنجاح، قال مدرب دورتموند “الأشياء التي أطالب بها هي الانضباط، والنظام، والشغف، والكثافة، والعدوانية، يجب أن نتقن الأمرين معا: تقديم المكون الكروي بمستوى جيد، وأيضاً المكون البدني”.
وفي 20 مباراة بالدوري الألماني، تولى فيها كوفاتش تدريب دورتموند، فاز في 13 وتعادل في ثلاث وخسر 4 مباريات فقط، مما يمنحه نسبة فوز بلغت 65% في الدوري، وهي أعلى نسبة بين جميع مدربي دورتموند على الإطلاق، إلى جانب وصوله إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، فقد تجاوز التوقعات ليثبت خطأ المشككين.
ويبلغ متوسط نقاطه 2.1 نقطة في المباراة الواحدة، مما يجعله قريباً جداً من متوسط كومباني البالغ 2.5، ويجعل فريقه دورتموند يتنفس في عنق بايرن في جدول الترتيب قبل الجولة السابعة.
توازن القوى قبل موقعة الحسم
يجلس حامل اللقب على 18 نقطة بعد 6 جولات، حيث فاز في جميع مبارياته الافتتاحية الست، وسجل رقماً قياسياً بلغ 25 هدفاً في تلك الفترة، بينما يمتلك فريق المدرب كوفاتش 14 نقطة بعد تسجيل 4 انتصارات وتعادلين، كانا ضد سانت باولي ولايبزيج.
ولن يكون إيجاد الفائز سهلاً، حيث لم يستقبل الفريقان معاً سوى 7 أهداف حتى الآن، واستقبل دورتموند 3 من أهدافه الأربعة في الجولة الأولى قبل أن يسجل 4 شباك نظيفة متتالية، بينما استقبل بايرن، المضيف، 3 أهداف فقط.
وحاول كوفاتش، التقليل من فرص فريقه قبل المباراة، مثنياً على “الإنجاز الفريد” لبداية بايرن المثالية وقال “هم المرشحون الأوفر حظاً، نحن الفريق الخارجي الذي يريد إيذاء خصمه”.
لكن القراءة المحايدة تشير إلى أن هذين العملاقين في كرة القدم الألمانية هما في أوج قوتهما في المراحل المبكرة من الموسم الجاري، ولذلك فإن الجولة السابعة تعد بتقديم نسخة أخرى آسرة من “دير كلاسيكر”.