صلاح على موعد مع إنجاز تاريخي في ألمانيا – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

صلاح على موعد مع إنجاز تاريخي في ألمانيا

يترقب الفرعون المصري محمد صلاح نجم ليفربول تحقيق إنجاز تاريخي جديد، عندما يحل ضيفا على أينتراخت فرانكفورت الألماني، غدًا الأربعاء، ضمن الجولة الثالثة من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا.

ويحتاج صلاح إلى هدفين فقط ليسجل 250 هدفا بقميص ليفربول في جميع المسابقات، بحسب الموقع الرسمي للريدز.

ولم يسجل صلاح في آخر 5 مباريات لليفربول أمام مانشستر يونايتد وتشيلسي وجالطة سراي وكريستال بالاس وإيفرتون.

وخاض صلاح 11 مباراة مع ليفربول هذا الموسم بجميع المسابقات حيث سجل 3 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة.

ولعب ليفربول مباراتين في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم: فاز على أتلتيكو مدريد 3-2 وخسر من جالطة سراي 1-0.

موسم انقلب بالخيبة

في الموسم الماضي كان صلاح أحد أبرز لاعبي العالم إذ أنهى العام بـ 57 مساهمة تهديفية (34 هدفًا و23 تمريرة حاسمة) وهو رقم لم يسجله غيره في الدوريات الأوروبية الـ 5 الكبرى لكنه جاء رابعًا في سباق الكرة الذهبية 2025 ليتواصل سوء التقدير الذي يلاحقه أحيانًا.

بدأ صلاح موسم 2025-2026 بتسجيل هدفين حاسمين في الوقت القاتل خلال أول 5 مباريات في الدوري أحدهما من ركلة جزاء أمام بيرنلي، كما هز شباك أتلتيكو مدريد بدوري الأبطال، قبل أن يخفت بريقه.

ليفربول فاز في أول 7 مباريات رسمية له بأداء خافت بينها لقاء كأس الرابطة ضد ساوثهامبتون وكان السؤال حينها: هل سيتغيّر الأداء أولا أم النتائج؟ وجاءت إجابة سريعة وقاسية؛ 4 هزائم متتالية أمام كريستال بالاس وجالطة سراي وتشيلسي ومانشستر يونايتد كشفت أن الأزمة أعمق من مجرد سوء حظ.

تراجع غير معتاد

أوضحت أرقام شبكة “أوبتا” أن صلاح فقد بوصلته. عدد لمساته للكرة انخفض من 48.6 لمسة في المباراة الواحدة الموسم الماضي إلى 42.6 هذا الموسم وهو أقل معدل له منذ انضمامه إلى ليفربول في 2017.

وفي منطقة الجزاء تراجع معدل لمساته من 9.6 لمسة لكل 90 دقيقة إلى 5.5 فقط – وهو أدنى رقم في مسيرته بقميص الريدز.

وبعد أن كان أحد أكثر المراوغين فاعلية في الدوري أصبح يحاول 1.6 مراوغة فقط في المباراة بنسبة نجاح لا تتجاوز 20% مقارنة بـ 3.5 مراوغة بنسبة نجاح 39.3% الموسم الماضي.

وفي البريميرليج تحديدًا أكمل مراوغة واحدة فقط من أصل 11 محاولة… تبدو أزمة ثقة أكثر منها تراجعًا بدنيًا.

حتى معدله في التسديد انخفض من 3.4 تسديدة لكل مباراة إلى 2.0 فقط بينما تراجع معدل الأهداف المتوقعة (xG) إلى 0.32 بعد أن كان 0.63 الموسم الماضي.

وبالأرقام المجردة سجّل صلاح 4 أهداف فقط من 52 تسديدة (باستثناء ركلات الجزاء) في آخر 24 مباراة مع ليفربول. رقم لا يليق بثباته المعتاد.

أين الخلل؟

قد يسهل لوم صلاح لكن الأرقام تتهم المنظومة الجديدة لليفربول لأنها أساس المشكلة.

فالفريق تغيّر شكلًا ومضمونًا بعد رحيل ترينت ألكسندر-أرنولد إلى ريال مدريد وهو اللاعب الذي شكّل مع صلاح واحدًا من أكثر الثنائيات فاعلية في كرة القدم الحديثة.

في الموسم الماضي مرّر ألكسندر-أرنولد إلى صلاح 147 تمريرة كاسرة لخطوط الخصم وهو رقم لم يقترب منه أي ثنائي آخر في الدوري.

من بين هذه التمريرات 37 كانت تمريرات تخترق الخط الدفاعي مباشرة – أكثر من ضعف أقرب منافس لهما.

غياب ترينت هذا الموسم ترك فجوة واضحة في الجانب الأيمن أفقدت صلاح مصدر الإمداد الأكثر دقة وابتكارًا.

وحين شارك ترينت بجانبه الموسم الماضي سجّل صلاح 27 هدفًا بمعدل 3.5 تسديدة في المباراة و0.48 هدفًا متوقعًا من دون ركلات جزاء.

أما في المباريات التي غاب فيها ترينت (12 مباراة خلال الموسمين الأخيرين) فسجّل صلاح 4 أهداف فقط 2 منها ركلات جزاء مع انخفاض معدله إلى 2.3 تسديدة و0.3 هدف متوقع.

حلول غير مكتملة

حاول المدرب آرني سلوت تعويض غياب ترينت بعدة حلول. دومينيك سوبوسلاي الذي شغل أحيانا مركز الظهير الأيمن هو أكثر من مرر لصلاح هذا الموسم بـ 23 تمريرة كاسرة لخطوط الخصم لكنه لا يقدم نفس الجودة أو التفاهم.

الوافد الجديد فلوريان فيرتز مرّر لصلاح 7 تمريرات فقط في 7 مباريات أما كونور برادلي فقدم 8 تمريرات غير مؤثرة في حين لم يمرّر جيريمي فريمبونج أي تمريرة كاسرة لصلاح حتى الآن.

ليفربول كفريق ما زال يتصدر الدوري في عدد التمريرات التقدمية (444) لكنه بات يوزعها على لاعبين أكثر بينما لم يعد صلاح هو الهدف الأول لتلك التمريرات كالمعتاد.

لقد أراد سلوت تنويع مصادر الخطورة فأضعف الأثر التهديفي لنجمه الأبرز.

انخفاض في الإبداع

من المفارقات أن صلاح لم يفقد حسه الإبداعي تماما؛ فما زال يصنع الفرص بانتظام.

صحيح أنه بات يصنع 1.6 فرصة في المباراة مقابل 2.1 الموسم الماضي لكن معدل “التمريرات الحاسمة المتوقعة” (xA) بقي شبه ثابت عند 0.23 كما أن معدل “الفرص الكبرى المصنوعة” لم يتغير تقريبا.

أبرز لقطاته الإبداعية هذا الموسم كانت تمريرته الساحرة إلى ريان جرافينبرش أمام إيفرتون حين وضعه أمام المرمى بتمريرة متقنة وكذلك العرضية المقوسة المدهشة إلى ألكسندر إيزاك أمام تشيلسي والتي كان يمكن أن تُترجم إلى هدف لولا الرعونة في التنفيذ.

من أين يستلم الكرة الآن؟

بدلا من التمركز داخل منطقة الجزاء أصبح صلاح يستلم الكرة أكثر قرب الخط الجانبي الأيمن في نصف ملعب الخصم بمعدل 13 لمسة في المباراة في تلك المنطقة – وهو أعلى معدل له على الإطلاق.

بكلمات أخرى أصبح موقعه أكثر “ثباتا” وأقل تنوعا ما يجعل قراءته أسهل للمدافعين ويحدّ من خطورته في العمق.

إضافة إلى ذلك تراجع عدد التمريرات التقدمية التي يتلقاها بعدما كان الموسم الماضي أكثر لاعب في الدوري استقبالا لها (297 تمريرة) متقدما بفارق 74 عن أقرب منافس. هذا الموسم يحتل المركز السادس فقط بـ41 تمريرة وهو انخفاض واضح يعكس تراجع استهدافه بالكرات العمودية.

من الإنصاف القول إن جدول ليفربول لم يكن سهلا.. خمسة من أصل سبعة خصوم واجههم الفريق حتى الآن يحتلون المراكز الثمانية الأولى في الترتيب من بينهم نيوكاسل وتشيلسي وكريستال بالاس ولم يلعب سوى مباراة واحدة ضد فريق من النصف السفلي (بيرنلي).

ومن الطبيعي أن تتأثر أرقام صلاح أمام منافسين بهذا المستوى لكن التحدي الأكبر سيكون في استعادة ثقته قبل سلسلة المباريات الأسهل التي تنتظره.

كما لا يمكن إغفال الجانب الإنساني ففي يوليو/تموز الماضي فقد صلاح صديقه وزميله ديوجو جوتا بوفاة مفاجئة هزّت غرفة ملابس ليفربول. دموعه بعد الفوز الافتتاحي على بورنموث بينما كانت الجماهير تغني أغنية جوتا كانت لحظة إنسانية مؤثرة كشفت حجم الصدمة التي يعيشها اللاعب.

التصنيفات: دوري ابطال اوروبا,عاجل