قبل المواجهة المنتظرة بين ريال مدريد ويوفنتوس ضمن الجولة الثالثة من الدور الأول بدوري أبطال أوروبا، تتجه الأنظار إلى سانتياجو برنابيو حيث يسعى تشابي ألونسو إلى كتابة فصل جديد في سجله التدريبي مع النادي الملكي، طامحًا إلى معادلة إنجاز كارلو أنشيلوتي.
في المقابل، يتطلع كيليان مبابي إلى الاقتراب من رقم تاريخي آخر، حين يواصل مطاردة بصمة كريستيانو رونالدو التهديفية في دوري أبطال أوروبا، بعدما بات على بُعد خطوتين فقط من معادلة رقمه القياسي.
المباراة تحمل نكهة خاصة تتجاوز حسابات النقاط، فهي تجمع بين عملاقين حملا الكأس ذات الأذنين مرارًا، وتاريخ من المواجهات الكلاسيكية التي رسمت ملامح المنافسة القارية على مدار العقود الماضية.
فريال مدريد يدخل اللقاء بثقة كبيرة بعد سلسلة انتصارات متتالية وأداء هجومي لافت جعله الأكثر تسديدًا في البطولة هذا الموسم، بينما يبحث يوفنتوس عن استعادة هيبته الأوروبية بعد انطلاقة متعثرة وأداء دفاعي متذبذب.
مواجهة كلاسيكية
سيكون هذا هو اللقاء رقم 22 بين ريال مدريد ويوفنتوس في دوري أبطال أوروبا سواء بالنظام الحالي أو الأنظمة السابقة، وهو ثاني أكثر مواجهة تكرارًا في تاريخ البطولة بعد بايرن ميونخ ضد ريال مدريد (تكررت 28 مرة).
والتقى الفريقان آخر مرة في أبريل/ نيسان 2018 ضمن ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حين تأهل ريال مدريد بمجموع 4-3 (3-0 ذهابًا في تورينو و1-3 إيابًا في مدريد)، بفضل ركلة الجزاء التي سجلها كريستيانو رونالدو في الدقيقة 90+7 من مباراة الإياب، لتمنح الميرينجي بطاقة العبور إلى نصف النهائي.
فأل حسن
في 3 من آخر 4 مواجهات بين ريال مدريد ويوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، نجح فريق العاصمة الإسبانية في التتويج باللقب في الموسم ذاته (مواسم 2013-14، 2016-2017، و2017-2018)، فيما كان الاستثناء الوحيد في موسم 2014-2015، عندما أطاح فريق السيدة العجوز بريال مدريد من نصف النهائي بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين.
وقتها تأهل يوفنتوس إلى المباراة النهائية للبطولة القارية، لكنه خسر على يد القطب الإسباني الآخر برشلونة 3-1، وهي المرة الأخيرة التي تذوق فيها البارسا طعم اللقب.
تعثر إيطالي نادر
ويعتبر يوفنتوس أحد 3 فرق لم تحقق الفوز في أول جولتين من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إلى جانب بودو جليمت وباير ليفركوزن، إذ اكتفى بالتعادل في المباراتين.
ولم يسبق ليوفنتوس أن تعادل في 3 مباريات متتالية في البطولة القارية منذ أكتوبر 2012، عندما بدأ تلك النسخة بثلاثة تعادلات أيضًا، الأمر الذي قد يحدث في مباراة الغد حال تساوت الكفة بين الفريقين.
كذلك فاز يوفنتوس في مباراة واحدة فقط من آخر 11 مواجهة خاضها خارج أرضه في دوري أبطال أوروبا (حيث تعادل 5 وخسر مثلها).
وكانت تلك المباراة التي فاز فيها الفريق الإيطالي أمام لايبزيج في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بنتيجة 3-2.
في المقابل، انتهت 4 من آخر 5 مباريات خارج الديار له بالتعادل (وخسر واحدة).
تفوق مدريدي
أما ريال مدريد فقد سجل 18 هدفًا في آخر 5 مباريات له بدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، وفاز بها جميعًا.
كما انتصر الفريق الملكي في 12 من آخر 13 مباراة على ملعبه في نفس الدور، وخسر واحدة فقط أمام ميلان بنتيجة 3-1 في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
تشابي على خطى أنشيلوتي؟
من جانبه، حقق تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، الفوز في أول مباراتين له في دوري أبطال أوروبا مع الفريق الإسباني، ويطمح لأن يصبح خامس مدرب في تاريخ النادي يحقق الفوز في أول 3 مباريات.
هذا الإنجاز حققه من قبل كل من يوب هاينكس، وكارلوس كيروش، وجوزيه مورينيو، وكارلو أنشيلوتي.
المفارقة أن الفوز الثالث لأنشيلوتي كان على حساب يوفنتوس بالذات في عام 2013.
تسديدات ملكية قياسية
وعلى صعيد التسديدات، يعتبر ريال مدريد هو الفريق الأكثر تسديدًا في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم (48 تسديدة إجمالًا و27 على المرمى).
ومع تسجيله 15 تسديدة على المرمى أمام مارسيليا و12 أمام كايرات، قد يصبح فريق المدرب تشابي ألونسو الرابع في تاريخ البطولة الذي يسدد 10 تسديدات أو أكثر على المرمى في 3 مباريات متتالية منذ موسم 2003-2004.
وكان ريال مدريد نفسه حقق هذا الإنجاز مرتين سابقًا (أبريل/ نيسان 2014 ونوفمبر/ تشرين الثاني 2019)، بينما فعلها بايرن ميونخ مرة واحدة في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
مبابي يسعى وراء رقم رونالدو
ويتصدر كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026 حتى الآن برصيد 5 أهداف، بعدما سجل ثنائية أمام مارسيليا وثلاثية “هاتريك” أمام كايرات.
تجدر الإشارة إلى أن الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في أول 3 مباريات بدوري أبطال أوروبا هو 7، سجله فيليبو إنزاجي بقميص ميلان موسم 2002-2003، وكريستيانو رونالدو مع ريال مدريد في 2013-2014، وكلاهما أنهى الموسم بطلاً لأوروبا.
أما البرتغالي فرانسيسكو كونسيساو، فقد سجل 4 أهداف في دوري أبطال أوروبا مع 3 أندية مختلفة (أياكس، بورتو، ويوفنتوس)، وجميعها جاءت بعد دخوله بديلاً.
وعادل كونسيساو بذلك الرقم القياسي لأكثر عدد من الأهداف بنسبة 100% كلاعب بديل، والمسجّل بأسماء روبيرتو باجيو، خوسيبا لورينتي، ويورجن ريشه.