قدم مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا، إشادة كبيرة بمهاجمه إيرلينج هالاند، قبل يوم واحد من مباراة الفريق الإنجليزي أمام بوروسيا دورتموند المقررة مساء غد الأربعاء، ضمن الجولة الرابعة من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا.
وتحدث جوارديولا بإسهاب خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم الثلاثاء، عن تحضيرات فريقه، وأوضح فلسفته في إدارة فترة المباريات المكثفة، كما تطرق إلى وضع هالاند وموقفه من مواجهة فريقه السابق، إضافة إلى رؤيته الفنية في التعامل مع الإرهاق البدني وجدول المباريات المزدحم.
تحدث جوارديولا بدايةً عن قراره بإقامة حصة التدريب صباح يوم المباراة بدلا من اليوم السابق، قائلا: “سنتدرب غدًا صباحا، وليس اليوم. هذا ليس أمرا غير معتاد، لقد فعلت ذلك من قبل في بعض المناسبات. كانت مباراة بورنموث الماضية مرهقة للغاية، وفضّلت أن يبقى اللاعبون اليوم في منازلهم للراحة، ثم نبدأ التحضير صباح الغد”.
وأضاف الإسباني أن فريقه معتاد على الفوارق في فترات الراحة بين المباريات، موضحا: “دورتموند حصل على يوم راحة إضافي، لكن هذا طبيعي. نحن معتادون على ذلك، ولا أحد سيغيّر الجدول. في ألمانيا وفرنسا، تحاول الأندية المشاركة في دوري الأبطال أن تلعب محليا يوم الجمعة لتحصل على مزيد من الراحة. لا أحب ذلك، لكن الأمر كما هو”.
وعن خوض عدد من المباريات المتتالية على ملعب الفريق، قال جوارديولا: “ذلك أمر مهم للغاية في جميع البطولات. لا أقول إن المواجهة ستكون سهلة، لأن دورتموند دائما ما يقدم أفضل مستوياته في هذه البطولة ويصل إلى الأدوار المتقدمة. لكن حصد تسع نقاط إضافية سيقربنا من التأهل، وربما من التواجد بين الثمانية الأوائل”.
وأوضح جوارديولا أن فريقه عانى من الإصابات في النسخة الأولى من دوري الأبطال بنظامها الجديد قائلا: “ربما لم أكن واضحا بما فيه الكفاية حين قلتها مرارا: لم تكن مشكلتنا العام الماضي في عدم الجاهزية. كنا نعاني من الإصابات، نصف الفريق تقريبا كان مصابا لعدة أشهر، خصوصا في فترة ازدحام المباريات”.
وبيّن: “نحن مستعدون لهذا النظام وللنظام القديم أيضًا، لكن ما واجهناه العام الماضي كان نقصًا في اللاعبين، وهذا ما صعّب الأمور”.
وعلّق المدرب الإسباني على مواجهة النرويجي إيرلينج هالاند لناديه السابق بوروسيا دورتموند، قائلا: “ليست المرة الأولى، فقد واجهناهم عندما كان لاعبا هناك. أعتقد أنه سيشارك في المؤتمر الصحفي، لذا فالأفضل أن يوجه له السؤال شخصيا”.
هالاند ليس ميسي
وحول قرار التعاقد مع هالاند، قال: “الأمر لم يكن بسيطا فقط. لعبت من قبل بمهاجم وهمي مع ميسي، ومع ليفاندوفسكي، ومع سيرجيو أجويرو، وحتى هنا مع فودين. لكن مع هالاند لا يصلح هذا الأمر ولا يمكننا اللعب بهذه الطريقة، لأنه مهاجم صريح تماما وله خصائص مختلفة”.
وتحدث جوارديولا عن الفترة القادمة قائلًا: “بعد مواجهة ليفربول سأحصل على عشرة أيام عطلة. تأتي التوقفات الدولية في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. في إنجلترا، شهور نوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير تكون صعبة جدًا. لا أعلم إن كانت كلمة متحمس مناسبة، لكنها فترة تتطلب مجهودا كبيرا. قضيت عقدًا هنا، واعتدت على مثل هذه الفترات”.
وأكمل جوارديولا حديثه عن كيفية إدارة الفريق خلال ضغط الجدول: “نتعامل مع الشدة والتعب. اللعب مرة في الأسبوع مختلف تماما عن اللعب ثلاث مرات. الأمر لا يتعلق فقط بعدد الدقائق في الملعب، بل بعدد الدقائق في الاجتماعات والتحضير البدني”.
وأتم: “من تجربتي، الفرق التي تلعب كل ثلاثة أو أربعة أيام تكون أكثر جاهزية في لحظة المباراة، لكن أحيانًا تحتاج إلى التدريب أكثر لفهم المطلوب تكتيكيًا. عليك التأقلم دائما”.
وعن ضم هالاند إلى مجموعة القادة في مانشستر سيتي، قال جوارديولا: “من الصعب أن تجد لاعبا من الطراز العالمي بهذه الدرجة من التواضع، ويفكر دائما في مصلحة الفريق. عادة ما يركز المهاجمون على تسجيل الأهداف فقط، وهذا طبيعي، لكنه مختلف”.
وزاد: “هالاند وقع عقدا طويل الأمد، وكلما شارك في أدوار متعددة داخل الفريق كان ذلك أفضل له وللنادي”.
وتابع المدرب الإسباني: “أحاول دائمًا تنظيم الفريق بحيث لا يضطر للركض كثيرا. إنه لاعب ضخم بدنيا، ولا يمكنه خوض 90 دقيقة كل ثلاثة أيام بنفس الجهد. لذلك نحاول التحكم في الإيقاع عبر الاستحواذ والتمرير. هذا يقلل من الإصابات أيضا. لكن عندما يكون من الضروري الدفاع، فهو يفعل ذلك ويساعدنا كثيرا”.
وتطرّق جوارديولا للحديث عن يان كوتو، لاعب سيتي السابق المنتقل إلى دورتموند، وقال: “أنا سعيد من أجله. جاء إلينا صغيرا بعد تألقه مع جيرونا، والآن يخوض تجربة جديدة مع دورتموند، الذي دائما ما يمنح الفرص للمواهب الشابة. إنه أحد هؤلاء اللاعبين، وسعيد أنه يقدم أداء جيدا”.
واختتم جوارديولا بالحديث عن شخصية هالاند ونشاطه على “يوتيوب”، قائلا: “هالاند جزء من الجيل الجديد. نحن من الجيل القديم، والتعامل مع وسائل التواصل مختلف. الجيل الجديد نشأ عليها منذ الطفولة. عليه فقط أن يكون حذرًا وألا يُظهر الكثير، لكنه حر طالما احترم النادي. هذه حياته الخاصة”.
