يرى المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند نجم مانشستر سيتي، أنه لا يزال بعيدًا عن مستوى الثنائي الأسطوري كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، رغم الأرقام القياسية التي حققها في السنوات الأخيرة.
وتحدث هالاند عن العديد من الموضوعات المتعلقة بمستواه، وطموحاته، وشخصيته داخل وخارج الملعب، في المؤتمر الصحفي اليوم الثلاثاء، قبل مواجهة بوروسيا دورتموند، مساء غدٍ الأربعاء، ضمن الجولة الرابعة من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
واستهل هالاند حديثه بابتسامة عندما سئل عن إمكانية تحطيم أرقامه القياسية قائلاً: “أي رقم تقصدون؟ لا أريد أن أبدو متعجرفا”.
وأضاف موضحا: “سجلت 57 هدفًا في المجمل، بما في ذلك مع المنتخب الوطني خلال موسم 2022-23. أنا في حالة جيدة، لكنني لا أفكر في هذا الأمر”.
وعن طريقته في التعامل مع المباريات قال: “نعم، بالتأكيد. قبل يومين لعبنا مباراة، وهي الآن جزء من الماضي. يجب أن نركز على الغد، هكذا يعمل ذهني، لا يمكنني التفكير كثيرًا، عليّ أن أعيش في الحاضر فقط”.
وأكد النجم النرويجي أنه يشعر بتطور مستمر في أدائه كمهاجم قائلا: “نعم، بالتأكيد. أنا أتطور بشكل جيد، وفي مكان جيد، أعتني بنفسي وأواصل التطور”.
وتحدث هالاند عن سر احتفالية الروبوت التي قام بها في المباراة الأخيرة أمام بورنموث قائلا: “أعتقد أن الجميع يعرف لماذا قمت بها. إذا تفقدون التعليقات على صوري أو مقاطعي المصوّرة ستفهمون السبب”.
وعن إمكانية تكرارها مستقبلاً، أجاب: “أنا لا أخطط لأي احتفال مسبقا، أفعله بعد التسجيل فقط، لأنني لا أرى أن التخطيط للاحتفالات أمر صائب، سنرى ما سيحدث”.
وأوضح هالاند أنه يعمل على تحسين هذه المهارة منذ سنوات، وقال: “منذ أن بدأت مع نادي مولده في عام 2017 تحت قيادة أولي جونار سولشاير ومارك ديمبسي، وأنا أتدرب على ضربات الرأس. يمكن دائما أن تتحسن في هذا الجانب، وأنا أواصل التدريب عليها”.
وأضاف مبتسمًا: “أما المساهمة في الدفاع، فليست الشيء المفضل لدي، أفضل دائما أن أكون في منطقة الجزاء الأخرى، لكنني سأفعل أي شيء لمساعدة الفريق”.
وعن تصريحات بيب جوارديولا التي وصفه فيها بالمتواضع، قال هالاند: “الأمر طبيعي بالنسبة لي. أنا رجل نرويجي ولا أظن أن عليّ أن أتعالى لمجرد أنني أسجل الأهداف. أنا فقط إيرلينج، وهذا لن يتغير أبدا”.
وحول الأرقام القياسية في البريميرليج، مثل رقم آلان شيرر (260 هدفا)، قال: “عليّ أن أتجاهلها. لا أعرف كل الأرقام القياسية، لكنني أعرف رقم شيرر في الدوري الإنجليزي. التفكير في الأرقام التي يمكنني تحطيمها هو آخر ما يدور في ذهني، تركيزي ينصب على مساعدة الفريق للفوز بالمباريات. هذا هو عملي وهدفي الأساسي”.
وتابع ضاحكا: أعرف أن كلامي ممل، وأنكم تريدون سماع العكس، لكن هذه هي الحقيقة”.
وتناول هالاند عن حالته البدنية والنفسية قائلا: لا أعرف بالضبط، لكنني شعرت بشيء مختلف في فترة الإعداد. رغم أن التحضيرات كانت قصيرة – أسبوعين تقريبا – شعرت بطاقة كبيرة منذ اللحظة الأولى، كنت مستعدًا تمامًا، ومتحمسًا للغاية، وهذا ما أحتاجه لأداء جيد”.
وعما إذا كان يرى نفسه في مستوى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، أجاب بوضوح: “لا، على الإطلاق. أنا بعيد جدا عنهما. لا أحد يمكنه الاقتراب من هذين اللاعبين”.
وكشف هالاند أهم أهداف مسيرته قائلاً: “لدينا في الأسابيع المقبلة بعض المباريات المهمة مع منتخب النرويج. آخر مشاركة للنرويج في كأس العالم كانت عام 1998، أي قبل ولادتي بعامين. هدفي هو قيادة بلادي إلى كأس العالم وكأس أوروبا، هذا هو الهدف الأكبر في مسيرتي، ولدينا فرصة حقيقية الآن لتحقيقه”.
وأضاف أنه يتابع البطولات الكبرى منذ طفولته، وأردف: “نعم، أنا من عشاق كرة القدم وأتابعها منذ أن كنت صغيرًا. البطولة التي أتذكرها أكثر هي مونديال جنوب إفريقيا 2010، كنت في العاشرة من عمري، أعيش من أجل كرة القدم”.
من جهة أخرى، نفى هالاند أن يكون قد تغير منذ مغادرته بوروسيا دورتموند، وقال: “أنا نفس الشخص منذ أن أتذكر نفسي. ما زلت الطفل نفسه في بعض المواقف، الطفل القادم من براينه، لكن بخبرة أكبر في الحياة. أعيش بمفردي منذ تسع سنوات، ولعبت في بلدان عديدة وتحدثت بلغات مختلفة. ما زلت نفس إيرلينج، لكن بخبرة أوسع”.
وقال المهاجم النرويجي عن ناديه السابق: “ما زلت أحتفظ ببعض الأصدقاء هناك، سواء في الطاقم أو بين العاملين. قضيت وقتا رائعا في دورتموند، إنه ناد مذهل بأشخاص رائعين. عندما أستعيد ذكرياتي معهم، لا أجد إلا اللحظات الجميلة. كانت فترة خاصة حقًا في مسيرتي”.
إلى ذلك، أشاد هالاند بزميله الفرنسي الجديد ريان شرقي قائلا: “إنه شاب رائع بقدرات مذهلة كما نرى جميعًا. علينا مساعدته ليُظهر أفضل ما لديه في مركزه كصانع ألعاب حر، فهو يمتلك موهبة فريدة في تمرير الكرات الحاسمة من أي مكان، مثلما يفعل كيفن دي بروين. نحتاج لمساعدته على التطور أكثر، لأنه قادر على أن يصبح لاعبًا مميزًا للغاية”.
وتحدث هالاند عن تغيّر حياته بعد أن أصبح أبا قائلا: “بلا شك، الأمر مختلف الآن. هناك من يوقظك كل صباح! أعتقد أن ذلك جعلني أكثر تركيزا، لأنني أصبحت قادرا على الفصل بشكل أفضل بين حياتي الشخصية والمهنية، وهذا ساعدني على التركيز أكثر”.
وكشف هالاند دقته في التمركز الهجومي، الأمر الذي يصعب على المدافعين إيقاعه في مصيدة التسلل، مضيفا: “هذا ليس الموسم الأول الذي أكون فيه نادر التسلل. بدأت العمل على ذلك منذ أن كنت في الثالثة عشرة. أعتقد أنني منذ قدومي إلى السيتي تم احتساب 18 تسللاً فقط ضدي، وهذا مقبول جدا”.
وتابع: “أكره أن أكون متسللاً، ومع وجود الـVAR أصبحت أكثر دقة لأنك لن تنجو بأي قرار، لذا فإن التقنية ساعدتني أكثر”.
واختتم هالاند المؤتمر بالحديث عن طموحات الفريق قائلاً: “ليس من الجيد أن نخسر المباريات، أو نخسر نهائي كأس الاتحاد، أو نخرج مبكرًا من دوري الأبطال. نحن نعلم أننا يجب أن نكون أفضل وأكثر استقرارًا ونؤدي بشكل مميز في اللحظات الحاسمة. نحن متحفزون وجاهزون لما هو قادم. في النهاية، عليك أن تأخذ كل مباراة على حدة، وتركيزي الآن على مواجهة بوروسيا دورتموند غدا”.



