الرياضة نت / عادل حويس
في أولى خطواته على الساحة الدولية خاض منتخب اليمن للمبتورين تجربته الخارجية الأولى محملًا بآمال عريضة وتحديات استثنائية. وعلى الرغم من قسوة النتائج أمام منتخبي اليابان – أبطال آسيا – وأوزبكستان – أبطال العالم – فإن هذه المشاركة تمثل محطة محورية في مسيرة هؤلاء الرياضيين الذين واجهوا الإعاقة بإرادة لا تلين وتقدموا بثبات نحو الميدان لملاقاة مدارس كروية تمتلك خبرات طويلة وإمكانات كبيرة.
لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمام لاعبينا فهم يدخلون هذا النوع من المنافسسات للمرة الأولى ويقفون في مواجهة منتخبات تتمتع بسنوات طويلة من الاحتراف. ومع ذلك ظهر لاعبو منتخبنا بشجاعة يحسدون عليها ولعبوا بروح قتالية عالية وبذلوا كل ما يستطيعون مقدمين صورة مشرفة عن الإرادة اليمنية التي لا تعرف المستحيل.
إن مجرد وصول المنتخب إلى هذه البطولة ورفع علم الوطن على الساحة الدولية يعد إنجازا بحد ذاته. فهؤلاء اللاعبون أبطال قبل انطلاق صافرة البداية وبعد نهايتها لأنهم خاضوا معارك كثيرة قبل وصولهم إلى هذا الميدان… معارك مع الألم ومع الظروف الصعبة ومع ضعف الإمكانات. وما قدموه في الملعب ليس إلا امتدادا لصمودهم خارج الملعب.
الهزيمة ليست نهاية الطريق بل هي خطوة أولى في مسار طويل نحو النجاح. ففي الرياضة كما في الحياة تبنى البطولات على تراكم التجارب وتولد الإنجازات من رحم التحديات. وما حدث اليوم قد يكون حجر الأساس لانتصارات قادمة يكتبها لاعبون يملكون الروح والإصرار والتصميم على التطور.
ومن الواجب اليوم ألا توجّه إليهم سهام النقد بل تمد لهم يد الدعم. فهؤلاء الذين واجهوا الإعاقة وتخطوا واقعا قاسيا يستحقون كل كلمة تقدير وكل مبادرة تشجيع. من حقهم علينا أن نمنحهم الثقة وأن نرفع من معنوياتهم وأن نؤمن بقدرتهم على العودة أقوى وأفضل.
لقد خرج منتخب اليمن للمبتورين من البطولة وهو يحمل احترام الجميع ويؤكد رسالة واضحة: الإرادة أقوى من كل هزيمة.
ونحن بدورنا نرفع القبعة تقديرًا لهم ونبارك هذا الإنجاز الأول على أمل أن نحتفي قريبا بإنجازات أكبر… فهذه مجرد البداية وما ينتظرهم في الطريق القادم يليق بعزيمتهم.



