لكل فريق، لاعب بمثابة النجم الأول للمنظومة، والذي يتصدر المشهد دائما، بناء على الخبرات والإمكانيات التي يمتلكها، وهو ما ينطبق على الدولي الجزائري رياض محرز رفقة أهلي جدة.
محرز (33 عاما) انضم لأهلي جدة في صيف 2023، قادما من مانشستر سيتي، مقابل 35 مليون يورو، في واحدة من أقوى الصفقات التي أبرمها صندوق الاستثمار السعودي، في إطار دعم الأندية للنهوض بدوري روشن.
ولم يكن محرز، هو اللاعب العالمي الوحيد الذي انضم لصفوف “الراقي”، حيث نجحت إدارة الأهلي في ضم العديد من النجوم البارزين أمثال البرازيلي روبرتو فيرمينو والفرنسي آلان سانت ماكسيمين والحارس السنغالي إدوارد ميندي، وغيرهم من الأسماء اللامعة.
لكن محرز استطاع أن يصبح نجم الشباك الأول وتصدر المشهد في الأهلي، بسبب المستوى المذهل الذي قدمه خلال الموسم الماضي، وهو ما جعل الجماهير تعقد عليه طموحات كبيرة.
ظهور مذهل
خطف محرز، الأضواء من جميع نجوم دوري روشن خلال الموسم الماضي، على مستوى صناعة الأهداف، حيث كان أكثر اللاعبين قياما بالتمريرات الحاسمة بواقع 13 تمريرة.
وتفوق رياض على الثنائي البرتغالي المخضرم روبن نيفيز، لاعب وسط الهلال الذي صنع 12 هدفا، وكريستيانو رونالدو قائد النصر (11 تمريرة).
وعلى مستوى التسجيل، أحرز نجم أهلي جدة 11 هدفا خلال 32 مباراة خاضها في الدوري السعودي للمحترفين، إلى جانب هدف وحيد في كأس خادم الحرمين.
ولعل توهج محرز في الموسم الماضي، لم يقتصر على الصناعة والتسجيل فقط، بل على المستوى الفني أيضا وتمريراته المفتاحية وتحركاته الرائعة على الطرف الأيمن، بالإضافة إلى مراوغاته المستمرة وقدرته على لعب الكرات الثابتة.
ونال محرز، إشادة نجوم الكرة السعودية ومدربه الألماني ماتياس يايسله في العديد من المناسبات، فضلا عن الرضا الجماهيري على مستواه، عكس غيره من اللاعبين مثل فيرمينو.
تراجع مفاجئ وانتقادات حادة
رغم التوقعات التي كانت تشير إلى توهج رياض محرز بصورة أكبر خلال موسمه الثاني مع الأهلي، إلا أنه خيب آمال جماهيره، وتعرض لانتقادات حادة خلال الفترة الماضية.
والسبب الرئيسي في الانتقادات التي تعرض لها محرز، يعود إلى زيادة وزنه بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى رعونته الشديدة في تقديم الأدوار الدفاعية مع تراجع دوره الهجومي.
محرز سجل هدفا واحدا وقدم 3 تمريرات حاسمة في 8 مباريات خاضها بمختلف المسابقات حتى الآن، وهو ما فتح النار ضد اللاعب الجزائري.
صحيح أن “الراقي” لم يقم بتدعيمات قوية على مستوى الصفقات، ولكن أداء محرز نفسه، لم يكن على قدر التوقعات حتى هذه اللحظة.
وتسبب ذلك، في هجوم نجوم الكرة السعودية عليه، حيث قال محمد نور أسطورة الاتحاد “رياض كان يلعب في الموسم الماضي بشكل أفضل من الوقت الحالي، فهو لا يمتلك الرغبة والحماس في اللعب من أجل تقديم الأفضل، فهو عاد للمنتحب الجزائري ولم يقدم شيئا”.
وأكمل “استغرب جماهير الأهلي لأنهم يصفقون له عندما يسيطر على الكرة، في الوقت الذي لا يقدم فيه مستويات جيدة، فهو يلعب دون طموح مع الفريق”.
من جانبه، عبر حسين عبد الغني نجم الأهلي السابق، عن غضبه من محرز، بقوله “عذر رياض محرز غير مقبول، فهو خرج ليقول إنه يعاني من مرض في صدره، ولكنه خاض 3 مباريات بعد فترة التوقف الدولي، لم يقدم فيها أي شيء يذكر”.
وقال محمد الدعيع حارس الهلال السابق “السبب في تراجع مستوى محرز، هو سوء الإعداد للموسم الجديد مما ساهم في تراجع مخزونه البدني”.
الهجوم على صندوق الاستثمار
في الوقت الذي عانى فيه محرز من الانتقادات، خرج بتصريحات نارية عقب الخسارة من القادسية بهدف دون رد بالجولة الماضية، حيث قال “الأهلي لم يحصل على دعم كغيره من الأندية، وهو ما تسبب في تراجع المستوى”.
وشدد “نمر بمرحلة صعبة للغاية، فهذه الأمور تحدث دائما في كرة القدم، لذا علينا أن نعود ونخرج من الأزمة، فالمدرب يقدم كل ما لديه وهو نفس الحال بالنسبة لنا كلاعبين، فالأمر ليس سهلا، بسبب قلة الدعم”.
تصريحات محرز كانت صادمة للعديد من النجوم، خاصة وأن اللاعب نفسه لم يقدم الأداء الذي يشفع له، حيث قال حسين عبد الغني “يجب على إدارة الأهلي، محاسبة اللاعب، فقد تدخل في أمور ليست من شأنه”.
محمد نور اتفق مع عبدالغني، قائلا “لا أعرف لماذا تحدث محرز عن هذا الأمر؟، فهو دوره لاعب كرة قدم فقط، ولا يجب التدخل بالعمل الإداري”.
فضلا عن ذلك، تعرض محرز للهجوم على يد النجم الليبي طارق التايب نجم الهلال السابق، حيث قال “محرز يلعب بغرور، وفي الوقت نفسه يهاجم صندوق الاستثمار”.
وأكمل “محرز يحصل على 30 مليونا في الموسم، فلماذا يتحدث عن الدعم؟! فهو حاليا لا يقدم المستوى المطلوب، وأنا لا أحب الهجوم على اللاعبين، ولكن اللاعب تجاوز حدوده”.
هل يتكرر سيناريو بنزيما؟
يتشابه موقف محرز مع الفرنسي كريم بنزيما قائد اتحاد جدة خلال الموسم الماضي، حيث تعرض اللاعب لانتقادات عديدة بسبب تراجع مستواه الفني والتهديفي، بالإضافة إلى أزماته مع الإدارة.
وخرج بنزيما في العديد من المناسبات للتقليل من زملائه في الفريق، وانتقد صندوق الاستثمار بسبب انخفاض الدعم فيما يتعلق بصفقات الاتحاد، وهو ما تسبب في هجوم كبير على النجم الفرنسي.
لكن الميركاتو الصيفي الأخير، شهد طفرة واضحة في صفوف الاتحاد، من خلال إبرام العديد من الصفقات العالمية، التي جاء على رأسها الجزائري حسام عوار والفرنسي موسى ديابي، بجانب الهولندي ستيفن بيرجوين.
هذا وبالإضافة لقدوم المدرب الفرنسي لوران بلان، حيث خرجت تقارير تشير إلى أن بنزيما كان عنصرا رئيسيا في اختيار الصفقات والمدير الفني، حتى انفجر خلال الموسم الجاري واستعاد بريقه بتسجيل 6 أهداف خلال 5 جولات.
ومن الممكن أن يتكرر سيناريو بنزيما مع محرز، خاصة بعد تنفيذ رغبات الأول بدعم الاتحاد عن طريق صفقات جديدة، حيث يتطلع النجم الجزائري لإنقاذ نفسه من الانتقادات بالعودة للتألق ومساعدة الفريق.
وشهد الميركاتو الماضي، تعاقد الأهلي مع الإنجليزي إيفان توني والشاب البرازيلي ألكسندر فقط، وهو ما فجر غضب النجم الجزائري وجماهير الأهلي التي طالبت بصفقات جديدة في يناير/كانون ثان المقبل.. فهل يتكرر سيناريو بنزيما مع محرز؟