ترك لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، أكثر من بصمة فنية واضحة على أداء الفريق على مدار الموسم الجاري، وبدأ يجني ثمارها بنتائج قوية وعروض رائعة في الفترة الأخيرة.
وبعد تخبط شديد في بداية المشوار بدوري أبطال أوروبا، صعد باريس لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، وللمرة الرابعة في تاريخه، بل ويرشحه الكثيرون للتتويج بالكأس ذات الأذنين للمرة الأولى في تاريخه.
وتنوعت بصمات إنريكي بين طفرة تهديفية غير عادية لعثمان ديمبلي، وتوهج سريع للوافد الجديد خفيتشا كفاراتسخيليا، المنضم من نابولي في الميركاتو الشتوي الماضي، وفاعلية كبيرة للبرتغالي جونسالو راموس رغم مشاركته في أغلب الأوقات من على مقاعد البدلاء.
وزرع المدرب الإسباني، رئات هجومية شابة جاهزة لتقديم عطاء طويل لسنوات قادمة مثل الثنائي برادلي باركولا وديزيريه دوي، وخففت كثيرًا من صدمة فقدان كيليان مبابي الهداف التاريخي للنادي، بانتقاله إلى ريال مدريد، بعد 7 مواسم داخل حديقة الأمراء.
ولم تقتصر لمسة إنريكي الفنية على خط هجوم الفريق، على خياراته في الخط الأمامي فقط، بل يحتفظ أيضا ببعض المطارق خلف ظهره ليستعين بها في ضرب خصومه بحيل تكتيكية هجومية غير تقليدية لا تعتمد على العناصر الأمامية فقط.
وهنا يبرز دور الظهيرين أشرف حكيمي يمينًا، ونونو مينديس يسارًا، اللذين سجلا هدفي باريس في أستون فيلا، لينقذا الفريق من ريمونتادا إنجليزية كادت أن تكون وشيكة قبل الخسارة بنتيجة 2-3، والتأهل لمواجهة آرسنال.
ويعتمد إنريكي على حكيمي ومينديس، لتميزهما بالقوة البدنية والسرعة في إيقاف المفاتيح الهجومية الخطيرة للمنافسين في الحالة الدفاعية، ويمنحهما حرية كبيرة في التقدم للأمام عند الاستحواذ على الكرة وتشكيل خطورة على مرمى المنافسين، بل وهز الشباك أيضًا.
نونو مينديس أحرز 4 أهداف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بفضل انطلاقاته الهجومية، حيث سجل ذهابا وإيابا في شباك أستون فيلا، وكان لهدفيه دورا حاسما في توسيع الفارق ذهابا إلى الفوز 3-1 والتقدم 2-0 إيابا في فيلا بارك.
وأحرز البرتغالي الدولي، البالغ من العمر 22 عاما، في الفوز على سالزبورج 3-0 في مرحلة الدوري، وفي اكتساح بريست بسباعية نظيفة في الملحق المؤهل لدور الـ 16.
وبخلاف ذلك، كان لنونو مينديس، هدفا خامسا، منح البي إس جي أول 3 نقاط في مشواره الأوروبي بسيناريو قاتل أمام جيرونا، ولكن احتسبه الاتحاد الأوروبي، كهدف ذاتي لجازانيجا حارس الفريق الإسباني.
أما حكيمي فقد سجل هدفين في دوري الأبطال هذا الموسم، وكان لهما قيمة كبيرة، حيث منح باريس، التعادل، أمام آيندهوفن بنتيجة 1-1 وأنقذه من خسارة مؤلمة في حديقة الأمراء، وفتح الباب بهدفه في شباك أستون فيلا إيابا لتسهيل مهمة فريقه في التقدم.
ويتفوق نونو مينديس على حكيمي في المعدل التهديفي، لكن النجم المغربي يتفوق على مستوى التمريرات الحاسمة حيث صنع 5 أهداف مقابل تمريرتين حاسمتين.
وإجمالًا، وصلت بصمة حكيمي إلى المساهمة في 7 أهداف باريسية مقابل 6 أهداف لنونو مينديس، وهو ما يعني مساهمة الثنائي في 13 هدفا من أصل 34 هدفا سجلها الفريق الباريسي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
وتبرز كل هذه المؤشرات الرقمية أن أشرف حكيمي ونونو مينديس، أدوات ثقيلة بيد إنريكي، لا تقل أهمية عن العناصر الهجومية التي تتسم أيضا بالسرعات والقوة الانفجارية في الانطلاقات مثل ديمبلي وباركولا وكفاراتسخيليا ودوي.
وبخلاف البصمات التهديفية، فإن حكيمي يبقى ثاني أكثر لاعبي باريس على مستوى معدل المشاركة في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بإجمالي (1270) دقيقة خلفه نونو مينديس (1193 دقيقة)، وأمامهما المدافع الإكوادوري ويليان باتشو في الصدارة (1272 دقيقة).