في مشهدٍ بات يتكرر كثيرًا، يقف آلاف المشجعين في ملاعب إسبانيا وأوروبا على أقدامهم، يصفقون بحرارة لشاب لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، لكنه يحمل بين قدميه ملامح أسطورة قادمة.
لامين يامال، جوهرة لاماسيا ووجه برشلونة الجديد، أصبح بين ليلة وضحاها أحد أبرز الأسماء المطروحة بقوة على طاولة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2025.
وسيكون لامين يامال صاحب الحلقة الأولى من سلسلة “بالون دور” التي يقدمها موقع كووورة لقرائه عن المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لهذا العام:
منذ ظهوره الأول مع الفريق الكتالوني، خطف الأضواء بموهبته النادرة وجرأته على مواجهة الكبار. لكن ما قدّمه في الموسم المنصرم لم يكن مجرد وعود، بل واقع ملموس جعله حديث الصحافة العالمية.
فبرشلونة أنهى موسمه بحصد الثلاثية المحلية: الدوري الإسباني، كأس الملك، وكأس السوبر، وكان اسم يامال حاضرًا في كل محطة.
أرقامه جاءت لتدعم هذا الحضور اللافت؛ فقد شارك في 55 مباراة، وساهم بـ 43 هدفًا بين تسجيل وصناعة (18 هدفًا و25 تمريرة حاسمة)، ليصبح اللاعب الأكثر تأثيرًا في خط هجوم برشلونة رغم صغر سنه.
هذه الأرقام وضعت اسمه جنبًا إلى جنب مع نجوم الصف الأول في أوروبا، بل وتفوق في بعض المؤشرات مثل المراوغات الناجحة وصناعة الفرص على أسماء أكثر خبرة وخطورة.
لكن يامال لم يتألق فقط بالقميص الكتالوني؛ على الصعيد الدولي كتب فصلًا ذهبيًا مع منتخب إسبانيا في يورو 2024.
كان العنوان الأبرز للبطولة الأوروبية: أصغر لاعب يسجل ويصنع ويمرر تمريرات حاسمة في اليورو، وقاد “لا روخا” نحو التتويج باللقب، بل وحسم مواجهة فرنسا بهدف تاريخي وصفه الكثيرون بـ “هدف البطولة”.
ولم يكن مفاجئًا أن يحصل على جائزة أفضل لاعب شاب في اليورو، إلى جانب ترشيحه ضمن قائمة أفضل لاعبي البطولة ككل.
هذا المزيج بين الإنجاز الجماعي والتألق الفردي، مدعومًا بالجوائز الفردية مثل جائزة كوبا (Kopa Trophy) وGolden Boy، جعل أصواتًا وازنة في عالم كرة القدم – مثل وكيله خورخي مينديز – تصرّح علنًا أن “يامال يستحق الكرة الذهبية”.
حتى وسائل الإعلام الإسبانية بدأت تتعامل معه كمرشح أول، وليس مجرد مفاجأة شابة، لمنافسة أسماء ثقيلة مثل كيليان مبابي أو فيتنيا أو عثمان ديمبلي.
التحدي الأكبر أمام يامال يتمثل في كسر الصورة النمطية للجائزة التي اعتادت أن تتوج لاعبين في ذروة نضجهم الكروي.
لكنه في الواقع يقدم مبررات قوية لكسر هذه القاعدة، فموهبته غير مسبوقة، تأثيره في فريقه ومنتخب بلاده كان مباشرًا وحاسمًا، وأرقامه لا تعكس موهبة واعدة فحسب، بل نجمًا قادرًا على قيادة جيل بأكمله.
الكرة الذهبية 2025 تبدو هذا العام على موعد مع مفارقة تاريخية؛ فإما أن تذهب إلى أحد الأسماء المعتادة من الصف الأول، أو تُسلم إلى فتى يبلغ من العمر 18 عامًا ليصبح أصغر فائز بها في التاريخ.
وبين هذا وذاك، يظل لامين يامال الحكاية الأجمل، وحلم برشلونة وإسبانيا الذي قد يتحول إلى واقع ذهبي قريبًا.