لا شك أن كل شاب يمني يحلم بأن يُسجّل اسمه ضمن قائمة الفائزين بجائزة الدولة للشباب، هذه الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي حافزٌ ونقطة مضيئة في بداية المسيرة المهنية تضاف إلى السيرة الذاتية الطموحة، لكن وفي ظل الظروف الحالية، يبرز التساؤل الحاسم: هل غابت هذه الجائزة بسبب ظروف قاهرة أم أنها غُيّبت عن عمد؟.
تقع على عاتق الجهات المسؤولة عن الجائزة ممثلة بمجلس الأمناء، ووزارة الشباب والرياضة، وصندوق رعاية النشء والشباب مسؤولية كبيرة تتجاوز مجرد إقامة احتفال ومنح شهادة وجائزة مادية فالهدف الحقيقي يجب أن يكون نقطة انطلاق للأخذ بيد الشباب إلى الأمام.
والأكثر من ذلك الظروف الراهنة هي الأنسب والأمثل لتشجيع الإبداع والابتكار فالعقل اليمني معروف عنه أنه أول من ساهم في وضع الحلول لمشاكل البشرية وبناء الحضارات وهذا يؤكد أن التحديات ليست عائقًا بل محفزًا وهذ الأمر يتطلب من المسؤولين أن يكونوا عند مستوى مسؤوليتهم وأن يعملوا على رعاية الشباب وهم بدورهم سيتكفلون بتحقيق الإنجازات.
التساؤلات التي تفرض نفسها بإلحاح هي: أين ذهبت هذه الجائزة؟ والأهم: أين ذهب كل أولئك الفائزون بالجائزة؟ وماذا يعملون الآن؟ ومن احتضنهم بعد التكريم؟
وما دفعني لطرح هذا الموضوع هو ما يتداول من أن صندوق رعاية النشء والشباب قام بقطع الموازنة المخصصة للأمانة العامة للجائزة لأن هذا التصرف لا يعد إهمالاً فحسب بل هو كارثة بحق مستقبل الشباب ورغم أن الظروف التي تمر بها البلاد قد تكون سبباً في بعض العجز المالي إلا أن هذا ليس عذراً مقبولاً كيف تُصرف مبالغ هائلة في غير محلها ثم يقال للمستحقين الحقيقيين «الرصيد لا يسمح» فهذا التناقض يُظهر أن المشكلة ليست في غياب الموارد بل في غياب الرؤية والإرادة والإدارة الصحيحة.
إن الفشل في البحث عن موارد جديدة وتشغيل أموال الصندوق بما يعود بالنفع على الشباب لا يمكن أن يتم تبريره تحت أي مسمى فهو بالتأكيد تغييب عن عمد وقصد لمشروع وطني كان من شأنه أن يُلهم آلاف الشباب وليس مجرد غياب تحت ظروف قاهرة كما يراد لنا أن نصدق ونحن لا نطمح فقط في استمرار الجائزة بل إلى تطويرها لتشمل مجالات أكثر ومناطق أوسع وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الشباب للمشاركة ورفع ميزانية الجائزة وليس إيقافها ويتطلب البحث عن موارد جديدة وعدم الاعتماد على الصندوق وحده فقط.
إهمال جائزة الدولة للشباب بهذا الشكل غير منطقي ولا يجب أن يستمر فالأمر يتعلق بتشجيع المبدعين واحتضانهم وتوفير مناخات الإبداع حتى لا يضيعوا في زحمة الحياة فكل شاب يتمنى أن تكون جائزة الدولة للشباب هي رقم واحد في سجل إنجازاته.. فهل وصلت الرسالة؟؟.