ريفيرو .. من بيع الحلوى في الشوارع إلى منتخب الأرجنتين – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

ريفيرو .. من بيع الحلوى في الشوارع إلى منتخب الأرجنتين

بدأت قصة لاوتارو ريفيرو، الفتى الذي حمل حلمًا أكبر من الواقع القاسي الذي عاشه، في شوارع مورينو الصاخبة، حيث يمتزج صوت الباعة الجائلين مع ضجيج الحياة اليومية. في يديه كانت الألفاخوريس، الحلوى الأرجنتينية التقليدية، ليست مجرد سلعة يبيعها على إشارات المرور، بل كانت جسرًا نحو طموحه العظيم: أن يصبح نجمًا في عالم كرة القدم.

اليوم، ذلك الفتى الذي كافح من أجل عائلته وتحمل أعباء الحياة، يقف على أعتاب التاريخ كأحد مفاجآت ليونيل سكالوني في قائمة المنتخب الأرجنتيني لمباريات أكتوبر/ تشرين الأول الودية، ممثلاً نادي ريفر بليت العريق.

طفولة التحدي والأحلام

وُلد لاوتارو ريفيرو في مدينة مورينو، حيث ترعرع وسط أسرة متواضعة تضم 5 أشقاء.

كانت الحياة صعبة، والظروف المادية شحيحة، لكن شغفه بكرة القدم كان أقوى من كل العوائق، وبدأ رحلته في نادي “لوس هالكونيس” المحلي، على بعد أمتار قليلة من منزله.

وفي الملاعب الترابية، عزز موهبته وهو يركض خلف الكرة مع أصدقاء الحي، ولم تكن تلك الملاعب مجرد أرض للعب، بل كانت مدرسة حياة علمته الصبر والمثابرة.

وعند سن الرابعة عشرة، خطا ريفيرو خطوة حاسمة عندما انضم إلى أكاديمية ريفر بليت، أحد أعرق الأندية في الأرجنتين، فبدأ كلاعب وسط أيسر، لكن قامته الطويلة (1.85 متر) ومهاراته الدفاعية جعلته يتحول تدريجيًا إلى مركز قلب الدفاع.

وأظهر ريفيرو شخصية قيادية، حيث ارتدى شارة القائد في العديد من المباريات، ممهدًا الطريق لصعوده السريع.

من الاحتياط إلى الأضواء

في عام 2021، صعد ريفيرو إلى فريق الرديف في ريفر بليت، لكنه واجه تحديات المنافسة الشرسة في نادٍ يضم نجومًا مثل لوكاس مارتينيز كوارتا وباولو دياز.

ومع قلة الفرص، قرر الشاب المغامرة بالانتقال على سبيل الإعارة إلى سنترال كوردوبا في منتصف عام 2024، بحثًا عن فرصة لإثبات نفسه.

وهناك، تحت قيادة المدرب لوكاس جونزاليس فيليز، ظهر لأول مرة في الدوري الأرجنتيني الممتاز يوم 2 يونيو/ حزيران من العام الماضي، رغم الخسارة 4-2 أمام تاليريس.

ولم يكن المسار سهلاً في سنترال كوردوبا، فمع تغيير المدرب، وجد ريفيرو نفسه خارج التشكيلة الأساسية في بعض المباريات، لكنه لم يستسلم.

وعندما غادر اثنان من زملائه المدافعين، انتهز الفرصة ليصبح شريكًا أساسيًا للوكاس أباسيا في قلب الدفاع.

وكان تألق ريفيرو لافتًا، خاصة في مباراة تاريخية ضد فلامنجو البرازيلي في ملعب ماراكانا، حيث قاد فريقه لفوز مذهل بنتيجة 2-1 في كوبا ليبرتادوريس.

وخلال فترته مع سنترال كوردوبا، لعب ريفيرو 30 مباراة، سجل هدفين، وقدم تمريرة حاسمة، وشارك في جميع مباريات الفريق الـ6 في دور المجموعات بدوري أبطال أمريكا الجنوبية.

العودة إلى ريفر

في عام 2025، قرر مارسيلو جاياردو، مدرب ريفر بليت، استعادة ريفيرو من إعارته ليكون جزءًا من الفريق في كأس العالم للأندية.

وعلى الرغم من عدم مشاركته في البطولة، إلا أن عودته إلى ريفر بليت كانت بداية مرحلة جديدة، وبعد بداية متواضعة كبديل، بدأ ريفيرو في فرض نفسه تدريجيًا في التشكيلة الأساسية.

وكان ظهوره الأول مع ريفر بليت في 9 أغسطس/ آب في تعادل سلبي أمام إنديبندينتي، وبعدها بدأ في التألق، متفوقًا على مدافعين بارزين مثل مارتينيز كوارتا ودياز.

بينما كان أداؤه في مباراة كوبا أرجنتينا ضد راسينج بمثابة نقطة تحول، وفي تلك المباراة، أظهر ريفيرو قوة دفاعية استثنائية، حيث أوقف تمامًا المهاجم الخطير أدريان مارافيا مارتينيز.

هذا الأداء لفت أنظار ليونيل سكالوني، مدرب المنتخب الأرجنتيني، الذي قرر استدعاء الشاب البالغ من العمر 21 عامًا، لقائمة المباريات الودية في أكتوبر/ تشرين الأول ضد فنزويلا وبورتوريكو في الولايات المتحدة.

مزاملة ميسي

قصة لاوتارو ريفيرو ليست مجرد رحلة نجاح رياضي، بل هي حكاية إنسانية عن الصمود والإيمان بالحلم.

وفي مقابلة مع موقع ريفر بليت الرسمي عام 2022، تحدث ريفيرو عن عائلته قائلاً: “هدفي الأول هو مساعدة عائلتي. نحن أناس متواضعون ومجتهدون، وأول ما أريده هو أن يكونوا في وضع أفضل وأن يحصلوا على كل ما يستحقونه. أريد أن أرى أمي وأبي وإخوتي بخير”.

وتعكس هذه الكلمات قلب الفتى الذي لم ينسَ جذوره رغم صعوده السريع.

وعلى إنستجرام، شارك ريفيرو صورة له وهو يبيع الألفاخوريس في الشارع، معلقاً: “قبل عام، لا أصدق كل هذا”.

وأثارت هذه الصورة إعجاب الآلاف، الذين رأوا فيها رمزًا للإرادة والتفاني.

وفي مقابلة مع “فوكس سبورتس راديو”، روى كيف كان يبيع الألفاخوريس والزهور، بل وحتى الدفاتر، خلال إجازاته من التدريب، دون أن يتخلى عن حلمه.

وقال بنبرة مليئة بالفخر: “كنت أعلم أن التدريب في الصباح لن يكفي، لكنني لم أتوقف أبدًا عن السعي وراء هدفي”.

لحظة التتويج

اليوم، يستعد لاوتارو ريفيرو لخوض تجربة العمر، حيث سينضم إلى قائمة تضم أساطير مثل ليونيل ميسي، ليمثل الأرجنتين في مباراتين وديتين في الولايات المتحدة: الأولى ضد فنزويلا في 10 أكتوبر/ تشرين الأول في ميامي، والثانية ضد بورتوريكو في 13 من نفسس الشهر في شيكاغو.

ولا تعتبر هذه الدعوة مجرد مكافأة لأدائه المميز، بل هي تتويج لسنوات من الكفاح والتضحية.

التصنيفات: اخبار عالمية,عاجل