تستمر لعبة القط والفأر بين كيليان مبابي نجم ريال مدريد الإسباني وقائد منتخب فرنسا، وناديه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي، ورئيسه ناصر الخليفي.
بدأ الصراع بشكل علني، والشد والجذب بين الطرفين، في صيف 2023، عندما قرر الخليفي تجميد مبابي بعدم إشراكه في المباريات الودية بالجولة الآسيوية في اليابان وكوريا الجنوبية، وأعلن الخليفي بشكل صريح في المؤتمر الصحفي لتقديم المدرب الإسباني لويس إنريكي “إما التجديد أو العرض للبيع”.
ولكن تدخل لويس إنريكي، المدير الفني للفريق، لحل الأزمة وأقنع الخليفي بالإفراج عن مبابي تدريجيا أملا في تغيير قناعة اللاعب، ولرغبة إنريكي نفسه في استقرار الأجواء داخل الفريق بعد أسابيع قليلة للغاية من توليه المسؤولية، بينما تمسك اللاعب بموقفه.
وبالفعل شارك مبابي في المباريات، وتوهج وتألق كثيرا، وحقق أعلى معدل تهديفي له منذ وصوله إلى حديقة الأمراء في صيف 2017 قادما من موناكو مقابل 180 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب فرنسي في تاريخ كرة القدم.
أهداف متبادلة
وفي فبراير/شباط 2024، سجل مبابي وعائلته المكونة من والدته فايزة العماري، التي تدير أعماله، ووالده ويلفريد مبابي، هدفًا جديدًا في مرمى الخليفي، بإبلاغ النادي الباريسي رسميا بأنه لن يفعل شرط تمديد تعاقده لموسم إضافي حتى صيف 2025، وأنه سيرحل بنهاية تعاقده في 30 يونيو/حزيران 2024.
هنا تقدم مبابي بهدفين لهدف على الخليفي، ليقرر رئيس النادي الباريسي كسر أنف النجم الفرنسي مجددا، واتفق مع لويس إنريكي المدير الفني للفريق بعدم الاعتماد عليه بشكل أساسي في المباريات، ووصل الأمر لاستبعاده من القائمة في بعض الأحيان، واستبداله بين الشوطين أو مجرد الاكتفاء به كورقة بديلة.
وحينها قال إنريكي بشكل صريح “مبابي أفضل لاعب في العالم بمركزه، وأحد أفضل اللاعبين في العصر الحديث، ولكن يجب أن نعتاد اللعب بدونه”.
واصل الفريق الباريسي نجاحاته في أول موسم تحت قيادة إنريكي، وحقق الثلاثية المحلية الدوري وكأس فرنسا والسوبر الفرنسي، وودع دوري أبطال أوروبا من قبل النهائي بالخسارة ذهابا وإيابا أمام بوروسيا دورتموند الألماني.
لكن كل هذه الإنجازات لم تقنع كيليان مبابي، بل قرر أن يسجل هدفا جديدا في مرمى الخليفي بإعلان انتقاله رسميا إلى ريال مدريد في أوائل مايو/آيار 2024، ليحقق حلمه الأكبر.
هنا قرر الخليفي رد الاعتبار، وقرر عدم صرف رواتب ومكافآت اللاعب في آخر ثلاثة أشهر له مع النادي، ليقرر النجم الفرنسي الدولي التقدم بأكثر من شكوى قانونية ورفع دعاوى قضائية ضد ناديه السابق، وقام بتصعيد الأمر لدى رابطة الأندية الفرنسية ورابطة اللاعبين المحترفين الفرنسية، والاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ومحكمة العمل.
لكن الخليفي وفريقه القانوني أصر على موقفه، واعتبر أن هذا الخصم من مستحقات اللاعب لإخلال مبابي ببنود اتفاق ودي بأنه لن يرحل مجانا، ولن يترك باريس سان جيرمان دون أن يستفيد النادي، بعدما استثمر الملاك القطريون مبالغ ضخمة طوال مدة تعاقد مبابي.
نزاع قانوني
استمر النزاع القانوني بين الطرفين طوال الموسم الماضي دون نتيجة نهائية، ولكن تفوق الخليفي في المواجهة الثنائية مع مبابي داخل حدود المستطيل الأخضر، وسجل أكثر من هدف في مرمى كيليان مبابي، حيث كرر بي إس جي إنجاز الثلاثية المحلية وأضاف لها حلمه الأكبر، لقب دوري أبطال أوروبا، لأول مرة في تاريخ النادي وكذلك كأس السوبر الأوروبي.
في المقابل، كان كيليان مبابي يعاني بشدة في موسمه الأول مع ريال مدريد، ولم يهنأ اللاعب بمعدله التهديفي المميز بل خسر مع الملكي جميع الألقاب المحلية الثلاثة بأربع هزائم مذلة أمام الغريم التقليدي، برشلونة، بينما كان العملاق الباريسي يتلاعب بمنافسيه في المشوار الأوروبي حتى اكتسح إنتر ميلان بخماسية في المباراة النهائية.
أول مواجهة مباشرة
وفي أول مواجهة مباشرة بينهما، خرج ناصر الخليفي برأس مرفوعة عاليا أمام كيليان مبابي، بعد فوز عريض لباريس سان جيرمان على ريال مدريد الإسباني برباعية دون رد في قبل نهائي كأس العالم للأندية.
في صيف 2024، لم يكتف الخليفي بحربه ضد مبابي، بل طال الأمر شقيقه الأصغر، إيثان مبابي، الذي قرر النادي الباريسي عدم توقيع تعاقد معه، لينتقل لاعب الوسط الشاب إلى ليل بصفقة انتقال حر، ويدفع ثمن عناد شقيقه الأكبر “كيليان”.
لكن إيثان كان بطل المواجهة الثانية بين مبابي والخليفي، حيث سجل هدف التعادل في مرمى باريس سان جيرمان بقمة الجولة السابعة من الدوري، يوم الأحد الماضي، والتزم اللاعب الهدوء في احتفاله، بينما كان كيليان مبابي وأبيه ويلفريد، يحتفلون بطريقة مثيرة في المدرجات بطريقة تحمل استفزازا لرئيس النادي الباريسي.