أثار الاتحاد الكويتي لكرة القدم حالة من الجدل، بعدما قرر تكريم طاقم التحكيم الذي أدار مباراة السعودية وإندونيسيا في الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026، بقيادة أحمد العلي.
وأدار العلي ومساعدوه مباراة السعودية وإندونيسيا في الجولة الأولى من الملحق الآسيوي، والتي انتهت بفوز “الأخضر” بنتيجة 3-2، على ملعب الإنماء، أمس الأربعاء.
ونقلت صحيفة “الرياضية” السعودية بيانًا عن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، هنأ فيه رئيسه الشيخ أحمد اليوسف الصباح كلًا من الحكم أحمد العلي، ومساعديه عبد الهادي العنزي وأحمد صادق وعمار أشكناني، الحكم الرابع، وفي تقنية الفيديو المساعد الحكمين عبد الله جمالي وعبد الله الكندري على الإدارة المميزة للمباراة.
وقال الشيخ أحمد اليوسف الصباح، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، إنه سيقوم بتكريم طاقم الحكام لقيادتهم المباراة بمستوى مميز.
ويأتي ذلك في ظل حالة الهجوم التي تعرض لها أحمد العلي من قبل جماهير الكرة السعودية، بداعي التحامل على لاعب الوسط الدولي محمد كنو، بعد طرده بشكل مباشر.
قرارات مثيرة للجدل
شهدت المباراة العديد من القرارات المثيرة للجدل، حيث احتسب الحكم الكويتي ركلتي جزاء للمنتخب الإندونيسي، وركلة أخرى للمنتخب السعودي، جاءت جميعها بعد العودة لتقنية الفيديو المساعد.
غير أن القرار الأكثر إثارة للجدل جاء في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة، عندما طرد العلي لاعب المنتخب السعودي محمد كنو، بعد إنذاره مرتين في ثوانٍ معدودة، الأول لتعطيل اللعب، والثاني للاعتراض على القرار.
وترك كنو الكرة لزميله سعود عبد الحميد، من أجل تنفيذ رمية التماس، ليتوجه إليه الحكم ويشهر البطاقة الصفراء في وجهه.
لكن نجم خط الوسط الهلالي استشاط غضبا من العقوبة الإدارية من جانب الحكام، ليتوجه له ويعترض بصورة غير لائقة، فيما لم يتردد “العلي” في إشهار البطاقة الصفراء الثانية، ثم الكارت الأحمر، ليُطرد كنو بعد دقيقة من نزوله.
كنو يغيب عن مواجهة العراق
بتلك البطاقة الحمراء، تأكد غياب محمد كنو، لاعب منتخب السعودية، عن مباراة العراق، التي ستقام الثلاثاء المقبل في الجولة الثانية من دور المجموعات، لملحق آسيا المؤهل إلى كأس العالم 2026.
ويغيب نجم الأخضر، عن مباراة العراق في الجولة الثانية من ملحق آسيا، بعد حصوله على بطاقة حمراء خلال مواجهة إندونيسيا التي حسمها الصقور بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
عقوبة مضاعفة
غير أن تلك العقوبة قد تتضاعف، بعدما كشفت بعض التقارير عن كواليس قرار الحكم الكويتي أحمد العلي بطرد محمد كنو من ملعب المباراة.
وكانت تقارير إعلامية سعودية قد أشارت إلى أن كنو قال للحكم: “هل أنت مجنون؟”، بعدما رفض اللاعب اعتبار حكم اللقاء أنه يهدر الوقت من خلال رمية التماس.
وأفادت صحيفة “الرياضية” السعودية بأن أحمد العلي دوّن في تقريره الحركة التي تسببت في طرد محمد كنو لاعب المنتخب السعودي.
وأضافت الصحيفة أن التقرير سيتضمن الحالات التي تدرسها لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي.
ويعكس ذلك إمكانية توقيع عقوبة انضباطية إضافية على كنو حال إدانته في تقرير الحكم، وإذا ما اعتبرت لجنة الانضباط أن ما بدر من اللاعب يعكس سلوكًا غير رياضي تجاه أحد عناصر اللعبة وهو حكم اللقاء.
غضب القحطاني
لم يتوقف الغضب عند الجماهير السعودية، حيث امتد أيضًا إلى ياسر القحطاني، نجم المنتخب السعودي السابق، حيث انتقد الحكم الكويتي بسبب هذا القرار، في تعليقه على المباراة عقب نهايتها.
وقال ياسر القحطاني، في تصريحات تلفزيونية، عقب المباراة: “منتخب السعودية حقق انتصارا مهما، في مشوار التصفيات، لكن الوضع تحول اليوم من فوز سهل، إلى مباراة صعبة”.
وتابع: “المشكلة الأعظم في الأخضر، هي العامل البدني، والمباراة المقبلة ستكون في غاية الصعوبة، ويجب التعامل معها بحذر، الأخضر أدرك في لقاء اليوم أن البداية صعبة واستشعر المسؤولية، بعد ذلك استطاع العودة في النتيجة”.
وأردف: “الحكم الكويتي، أدار المباراة بشكل ممتاز جدًا من بدايتها لنهايتها، لكنه كان مبالغا جدًا في إعطاء اللاعب محمد كنو البطاقة الحمراء، المفترض عليه الهدوء في مثل تلك المقابلات”.
وواصل: “محمد كنو لم يخطئ في حق الحكم، وهناك تحامل غير مبرر، وكان يجب عليه التعامل بشكل أكثر صرامة مع لاعبي المنتخب الإندونيسي، بسبب تدخلاتهم العنيفة”.
دبلوماسية رينارد
غير أن الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، رفض السير على خطى ياسر القحطاني والجماهير السعودية، حيث رفض توجيه أي انتقاد لأداء حكم مباراة إندونيسيا.
وعندما سُئل المدرب الفرنسي عن هذا الأمر، رد قائلًا: “عندما تكون مدربًا، قد تتحدث مع الحكم الرابع بعصبية أحيانًا، لكني لا أود التعليق على التحكيم، لأنه قد يُفسَّر بشكل خاطئ، ونريد التركيز على المباراة القادمة فقط”.
في المقابل، أثنى الهولندي باتريك كلويفرت على أداء طاقم التحكيم، قائلًا: “لقد قاموا بعمل جيد، ولم يرتكبوا أخطاء كبيرة، لا أرى داعيًا لانتقاد التحكيم في هذه المباراة”.