التحكيم الرياضي يلعب دورا حيويا في فض المنازعات الرياضية خصوصا عندما يرتكب حكم المباراة خطأ فادحا بحق نادي أو منتخب ، على الرغم من التطور الذي شهده التحكيم الرياضي وتقنية الفأر والكاميرات الدقيقة وفرق التحكيم في غرفة الفأر، إلا أن الشكاوى من الأندية ضد الحكام لا تزال تتزايد.
لم يقف التحكيم الرياضي حاليا على حكم الساحة ومساعديه ولا على غرفة الفأر والكاميرات التي ترصد كل شاردة وواردة بشكل دقيق جدا في الملعب وعلى مستوى حركات ولمسات اللاعب داخل المستطيل الأخضر ، كل هذه الأمور مجتمعة أصبحت ضرورية في عالم كرة القدم ،بل تطور الأمر إلى إنشاء وتأسست محكمة التحكيم الرياضي الدولية في عام 1984 بهدف توفير منصة لحل الإشكاليات والنزاعات الرياضية بطريقة عادلة ومحايدة وتضم المحكمة وفقاً للائحة تأسيسها حوالي 300 محكم أو حكم من مختلف أنحاء العالم، ويتم اختيارهم بناءا على خبراتهم في مجال التحكيم والقانون الرياضي مع استقلالية المحكمة ماليا وإداريا لضمان عملها بشكل سليم.
طبعا في بلادنا وإلى اليوم لم يتم إنشاء محكمة رياضية قانونية ومهنية لغرض التحكيم الرياضي وفض النزاعات بين الأندية واللاعبين والحكام والأندية وغيرها من القضايا المتعلقة بالرياضة، وإنما لجنة من الحكام واللاعبين من ذوي الخبرة العملية وليس القانونية ولا تتمتع بأي تدريب على التحكيم الحديث والقوانين المحلية والدولية الضابطة للعبة والقائمين والعاملين فيها ، ولا ندري ما هي الحكمة من عدم تشكيل المحكمة الرياضية في اليمن والبدء في تدريبها وتأهيلها لمواكبة التطور العالمي والإقليمي في هذا المجال.
المهم وبحسب التقييم الدولي والإقليمي فإن الأندية التي تتكرر منها الاعتراضات على قرارات الحكام في مصر تشمل أندية البورسعيدي والمقاولون العرب وحرس الحدود والطلاع والأهلي والزمالك ، وفي السعودية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي ، وفي اليمن الوحدة صنعاء والتلال والأهلي الصنعاني واتحاد اب والشعلة وشعب صنعاء وترتيبها تواليا بحسب الاحصائيات المقدمة من تلك الأندية والمعترضة على قرارات التحكيم والقرارات الأخرى .
أما بالنسبة للأندية الأوروبية فإن الأندية الأوروبية التي تتكرر منها الاعتراضات على قرارات الحكام وفق الاحصائيات التي بحثت عنها فتشمل:برشلونة وريال مدريد وليفربول ومانشستر سيتي ويوفنتوس وبايرن ميونيخ تواليا حيث غالبا ما تثير تلك الأندية اعتراضاتها على قرارات الحكام، خاصة في المباريات الكبيرة ، ويعتبر النادي الملكي ريال مدريد أحد أكثر الأندية التي تعبر عن استيائها من قرارات الحكام، وغالبا ما يتعرض لاعبوه للانتقادات بسبب ردود أفعالهم، أما الأندية الإنجليزية فتكون بسبب الجماهير المتحمسة والتي تسبب حماستها وردود أفعالهم لقرارات قاسية من الحكام ومن ثم الاعتراض عليها لدى المحكمة الرياضية.
ودائما ما تكون هذه الاعتراضات نتيجة عدم الرضا عن قرارات الحكام وتراكم أو تزايد الإنذارات والتي قد تؤثر احيانا على نتيجة المباريات وأحيانا أخرى تكون نتيجة الاختلاف في تفسير القوانين والقواعد الرياضية في تطبيق العقوبات والقوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها أو المنظمة للعبة مما يؤدي إلى نشوء خلافات بين الأندية والحكام ، إلى جانب تعرض الأندية لضغوط من الجماهير والإعلام، مما قد يؤدي إلى زيادة الشكاوى ضد الحكام.
