من يامال إلى مبابي .. عندما يتحوّل الواجب الوطني إلى كابوس للأندية – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

من يامال إلى مبابي .. عندما يتحوّل الواجب الوطني إلى كابوس للأندية

شهدت فترة التوقف الدولي الأخيرة واحدة من أكثر الفترات توترًا بين الأندية الكبرى والمنتخبات الوطنية، بعد سلسلة من الإصابات والجدالات التي فجّرت الخلاف الكلاسيكي حول مسؤولية حماية اللاعبين وإدارة أحمالهم البدنية. من مدريد إلى برشلونة وباريس، تكرّرت القصص ذاتها: لاعب يعود مصابًا، نادٍ غاضب، واتحاد وطني يبرّر.

وخلال أسبوع واحد فقط، تصاعدت قضايا بارزة في إسبانيا تزامنًا مع اقتراب مواجهة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، وأصبحت محور حديث الصحافة الأوروبية: إصابة لامين يامال مع منتخب إسبانيا، إصابة كيليان مبابي مع فرنسا، أزمتي داني أولمو ودين هويسين، وأخيرًا عودة الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو إلى سانتياجو برنابيو مصابًا.

يامال.. شرارة الجدل بين برشلونة والاتحاد الإسباني

قصة النجم الشاب لامين يامال كانت الشرارة الأولى التي فجّرت الجدل بين برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم.

برشلونة كان قد أرسل تقريرًا طبيًا رسميًا قبل إعلان قائمة المنتخب، يُفيد بأن اللاعب يعاني من إصابة في منطقة العانة ويحتاج إلى متابعة دقيقة، لكن المنتخب استدعاه رغم ذلك، قبل أن يُستبعد لاحقًا بعد شعوره بآلام جديدة أثناء المعسكر.

وأصدر الاتحاد الإسباني بيانًا أوضح فيه أن النادي تأخر في إبلاغه بالحالة، بينما عبّر المدير الرياضي للبارسا “ديكو” عن استغرابه من “تجاهل تقرير طبي واضح”.

من جانبه، صعد هانز فليك، مدرب برشلونة، اللهجة قائلًا: “كنت أتمنى تعاملًا أكثر حذرًا، لامين شاب صغير، يجب أن نحميه لا أن نُحمّله أكثر”.

ووصفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية ما حدث بأنه “خلاف صامت بين الطرفين” يعكس تراجع الثقة في التنسيق الطبي بين الأندية والمنتخبات.

مبابي وفرنسا.. قصة مكررة في المعسكر الأزرق

لم تمر سوى أيام حتى تكررت القصة مع منتخب فرنسا ونجمه كيليان مبابي.

المهاجم العائد لتوه من مباراة مرهقة مع ريال مدريد ضد فياريال، شارك مع فرنسا أمام أذربيجان رغم شكواه من ألم في الكاحل، وبعد تسجيله هدفًا وصناعة آخر، اضطر للخروج مصابًا في الدقيقة 83.

وأعلن الاتحاد الفرنسي انسحاب مبابي من المعسكر “احترازيًا”، لكن التقارير الإسبانية تحدثت عن استياء داخل ريال مدريد من قرار إشراكه أساسيًا في مباراة “كانت شكلية بالمعايير الفنية”.

ووصفت الصحافة المدريدية الأمر بأنه “تكرار لمأساة التوقفات الدولية”، إصابات طفيفة تتحوّل إلى أزمات في منتصف الموسم.

وأعلن ريال مدريد لاحقًا أن الإصابة “خفيفة” لكنها سلّطت الضوء على معضلة قديمة: من المسؤول عن سلامة اللاعبين عندما تتضارب مصالح الأندية مع المنتخبات؟

برشلونة يشتعل غضبًا

في برشلونة، لم يتوقف الجدل عند يامال، فقد أثارت إصابة داني أولمو الجديدة حالة من الغضب داخل النادي، بعدما شارك اللاعب في تدريبات المنتخب الإسباني رغم وجود تحذيرات طبية من الجهاز الفني للبارسا.

النادي أصدر بيانًا مقتضبًا عبّر فيه عن “إحباطه من سوء إدارة الحالة البدنية للاعبين الدوليين”، وأكد أنه سيفرض رقابة أكبر على تقارير اللياقة مستقبلاً.

فيما أكدت التقارير الإسبانية، أن أولمو سيغيب ما بين 3 إلى 4 أسابيع، في ضربة جديدة لفريق فليك الذي يواجه ضغط المباريات محليًا وأوروبيًا.

في السياق ذاته، انسحب المدافع الشاب دين هويسين من معسكر المنتخب بعد شعوره بإجهاد عضلي، وهو ما أعاد للأذهان طريقة تعامل المنتخب مع إصابات طفيفة تحوّلت لاحقًا إلى غيابات طويلة.

وأشعل انسحاب مدافع ريال مدريد السريع، الغضب في الصحافة الكتالونية، التي ألمحت إلى اختلاف في التعامل مع حالة هويسين رغم أنها مشابهة تمامًا لحالة أولمو نجم برشلونة.

فرانكو ماستانتونو يُقلق مدريد

أما ريال مدريد، فواجه الموقف ذاته مع الموهبة الأرجنتينية فرانكو ماستانتونو، الذي استُدعي إلى معسكر منتخب الأرجنتين ثم عاد مبكرًا إلى مدريد بسبب “تحميل عضلي زائد”.

النادي أعلن رسميًا أن اللاعب لن يشارك مع منتخب بلاده وأنه سيخضع لبرنامج تعافٍ داخل فالديبيباس.

ورغم أن الفحوصات الأولية أكدت أن الإصابة ليست خطيرة، إلا أن الصحافة المدريدية أشارت إلى قلق متزايد داخل النادي من “تكرار سيناريو الإرهاق الجماعي” مع النجوم الشباب.

ضغط لا يُطاق وغياب التنسيق

تجمع كل هذه الحالات في جوهرها نقطة واحدة: ضغط المباريات وعدم وجود تنسيق فعّال بين الأجهزة الطبية للأندية والمنتخبات.

الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPRO) كان قد أصدر تقريرًا قبل أسابيع بعنوان “عبء لا يُحتمل”، حذّر فيه من أن اللاعبين الدوليين يخوضون أكثر من 70 مباراة سنويًا، دون فترات راحة كافية، ومع جداول سفر “غير إنسانية”.

الأندية، من جانبها، تشعر بأنها تتحمل الخسائر المادية والفنية بسبب هذه الإصابات، بينما المنتخبات تبرر قراراتها بضرورة إشراك اللاعبين ضمن “التحضيرات الوطنية” قبل البطولات الكبرى.

النتيجة النهائية رغم ذلك: لاعبون مرهقون، أندية غاضبة، وجماهير تتساءل: مَن يدفع الثمن الحقيقي لهذا الصراع المتجدد بين النادي والقميص الوطني؟

أزمة قد تتحوّل إلى مواجهة تنظيمية

تصاعدت المطالب داخل أوروبا بتدخّل الفيفا والاتحاد الأوروبي لوضع لوائح أكثر صرامة في التعامل مع إصابات اللاعبين قبل المعسكرات الدولية.

ففي وقت أصبح فيه الموسم ممتدًا بلا انقطاع، تتزايد الدعوات إلى إعادة هيكلة “روزنامة المباريات الدولية” لتأمين فترات راحة كافية وتحديد واضح لمسؤولية كل جهة.

الأكيد أن التوقف الدولي الأخير لن يُنسى سريعًا في برشلونة أو مدريد، لقد أعاد للأذهان أن الصراع بين الأندية والمنتخبات لم يعد مجرد “جدل موسمي”، بل أزمة متكررة تهدد سلامة اللاعبين ومستقبل اللعبة نفسها.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل