نجح المنتخب المغربي لأقل من 17 عاما من مواصلة أفضليتة أمام نظيره الأمريكي، اليوم الجمعة، بعدما أطاح به خلال الدور الثاني من بطولة كأس العالم للناشئين بنتيجة 4-3 بركلات الترجيح، بعدما انتهى اللقاء بالتعادل 1-1.
وكان المنتخب المغربي لأقل من 17 عاما، قد تفوق على نظيره الأمريكي، حيث أقصاه في فئتي أقل من 23 عاما في أوليمبياد باريس، وفئة أقل من 20 عاما مؤخرا في مونديال تشيلي.
واعتمد نبيل باها مدرب المنتخب المغربي للناشئين، نفس التشكيل الذي سحق به منتخب كاليدونيا بنتيجة 16-0، بالإبقاء على الثلاثي عبد الله وزان، وزياد باها، وإلياس الشيخ في دكة البدلاء؛ وهم من العناصر الأساسية في التشكيل والتي خاضت أول مباراتين أمام اليابان والبرتغال، مفضلا الوجوه البديلة التي وقعت على انتصار تاريخي أمام كاليدونيا بحصة قياسية.
كما زكى ثقته مدرب منتخب المغرب لأقل من 17 عاما في الحارس علاء بولعروش، رغم الانتقادات التي طالته بعد مباراة البرتغال على وجه التحديد.
أفضلية أمريكية
جاءت انطلاقة المباراة وفق السيناريو المتوقع، بتوخي الحذر من الطرفين مع تمركز واضح للكرة في منطقة الوسط.. فيما كانت أولى الهجمات للاعب الداودي الذي تحصل على الكرة بعد تمريرة من الحيداني إلا أنه سدد بعيدا رغم مكانه المثالي داخل منطقة جزاء المنافس.
وكان رد فعل المنتخب الأمريكي بنفس الكيفية والنهج، من خلال الكرات الطويلة الساقطة، والتي أتعبت اللاعب الحيداني وكذلك العرباوي قصير القامة كثيرا.
وفي الوقت الذي بدأ أداء المنتخب المغربي يتحسن نسبيا، أظهر المنتخب الأمريكي خطورته ليصل مناطق الحارس بولعروش بسهولة، وليتمكن اللاعب تولوفان من استغلال هفوة مشتركة بين الحارس المغربي والدفاع ليمنح الهدف الأول لأمريكا في الدقيقة 30، وهو الهدف الذي نال من معنويات لاعبي المغرب كثيرا، إذ مالت الكفة بعده الأفضلية للمنتخب الأمريكي، وكاد اللاعبان ألبرت وكاريسو في مناسبتين من تعميق الفارق.
قبلة حياة أولى
كان متوقعا أن يبادر المنتخب المغربي للهجوم مع انطلاقة الشوط الثاني، وهو ما تم فعلا، حيث كان اللاعب سقراط خلف الكرات الطويلة الساقطة داخل المعترك صوب الداودي الذي كرر ما فعله في الجولة الأولى بإهدار هدف التعادل في الدقيقة 52.
وأمام تقدم المنتخب المغربي بحثا عن التعادل، تحصل المنتخب الأمريكي على ركلة جزاء في الدقيقة 55 انبرى لها اللاعب ألبرت إلا أنه سددها بعيدا عن الإطارات، مانحا ما يشبه قبلة الحياة للاعبي المنتخب المغربي في التشبث بفرصهم في التعادل وتدارك فارق الهدف الواحد المسجل.
وفي ذلك الوقت، ظهر مدرب المنتخب الأمريكي متأثرا وكأنه حدس بوجود انعطافة في المباراة.
وكان لهذه اللقطة وقعا إيجابيا على لاعبي منتخب المغرب، إذ شنوا هجمات بواسطة الحيداني وزكري الذي سجل هدفا ألغاه الحكم بعد العودة لتقنية الفيديو باحتساب التسلل.
وبعدها طالب لاعبو المغرب باستعمال مدربهم نبيل باها للبطاقة الخضراء ركلة جزاء بعد أن اعترض اللاعب أدامس الكرة بيديه وهي في طريقها للمرمى إلا أن الحكم البيروفي أكد أن اللقطة سليمة وسط احتجاج قوي لمدرب المدرب نبيل باها الذي نال في أعقاب ذلك إنذارا.
وتواصل الضغط المغرب بواسطة زكري الذي توغل داخل المعترك إلا أنه تأخر مجددا في تسليم الكرة للاعب الخلفيوي الذي تواجد في موقع مثالي للتسديد.
تكتيك مثالي
بعد الانتفاضة في أداء المنتخب المغربي، لجأ نبيل باها لإحداث سلسلة من التغييرات عندما آثر الدفع بكل من عبد الله وزان وزياد باها، إضافة للاعب وسيم في محاولة لإنعاش الأطراف ومحور الهجوم.
واقترب اللاعب وسيم من المطلوب في الدقيقة 75 بعد أن استلم الكرة من الخلفيوي الذي تلاعب بالدفاع ليتدخل اللاعب أدامس مجددا.
وقاد إيمان المنتخب المغربي بقدرته على التعادل البديل عبد الله وزان للقيام بمجهود خرافي، بعد أن استلم الكرة على الخط قريبا من منتصف الميدان ليراوغ 5 لاعبين تباعا، ويتقدم لمشارف المعترك مسددا كرة زاحفة هزمت الحارس الأمريكي بعد أن استقرت بعيدا في المقص الأيسر البعيد مانحا المغرب تعادلا مستحقا ألهب مدرجات استاد إسباير في الدقيقة 89.
بعد هذا الهدف، حدث المحظور الذي لم ينتظره مدرب المغرب متمثلا في إصابة عبد الله وزان ليغادر مكرها بعد نصف ساعة على دخوله أدرك فيها التعادل وبعدها استبدل، وسط حالة من الاستياء للمدرب باها وباقي اللاعبين بالنظر للتأثير الذي أحدثه اللاعب على المجموعة.
وأضاف الحكم البيروفي 6 دقائق كانت في مجملها للمنتخب المغربي، لكنها لم تحدث أي تغيير على نتيجة المباراة إذ تحسس مدرب المنتخب الأمريكي خطورة الوضع ليأمر لاعبيه بالعودة لمناطقهم لشغل الدفاع بعد تقدم مهاجمي المغربي بكثافة وحدة كبيرتين.
ركلات الترجيح تبتسم للمغرب
بعد أن فرض التعادل نفسه لجأ المنتخبان لفاصل ركلات الترجيح مباشرة، وفق ما تفرضه قوانين المسابقة، والتي منحت المغرب التأهل بعد أن تألق الحارس بولعروش في صد ركلتي سانشيز وكاريسو.
وقد كرر بولعروش بذلك ما فعله في نهائيات أمم أفريقيا التي توجت المغرب بطلا لها، بعد تألقه في نصف النهائي والنهائي أمام كوت ديفوار ومالي ليفرض نفسه بطلا للمباراة ويقود المغرب للدور الموالي، وليعادل أشبال باها إنجاز النسخة السابقة ببلوغ ربع نهائي مونديال إندونيسيا.
وبدوره ايضاً ودّع المنتخب الارجنتيني مشواره من الدور 32 بالخسارة امام المكسيك بركلات الترجيح 3-2 بعد انتهاء المباراة بالتعادل 2-2. اما فرنسا واصلت مشواره في البطولة بالفوز على كولومبيا 2-0، فيما تأهّلت البرازيل ايضاً بعد الفوز على باراغواي بركلات الترجيح.



