البطل في حالة خراب .. سلوت لم يعد قادرًا على الاختباء – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

البطل في حالة خراب .. سلوت لم يعد قادرًا على الاختباء

بعد ستة أشهر فقط من تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، يجد ليفربول نفسه في حالة حرج غير مسبوقة. حامل اللقب يحتل المركز الثامن في جدول ترتيب البريميرليح بعد خسارته الأخيرة أمام مانشستر سيتي بنتيجة 3-0، ليصبح الفريق قد خسر 5 مباريات من أصل 11 مباراة لعبها هذا الموسم.

مدرب الفريق الهولندي، أرن سلوت، الذي أنفق أكثر من 460 مليون يورو خلال سوق الانتقالات الصيفية لتدعيم تشكيلة الريدز، يواجه الآن لحظة الحقيقة. بعد فقدان فرص المنافسة على اللقب، يبدو أن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات جذرية لإعادة هيكلة الفريق، وضمان التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

في أعقاب الهزيمة المذلة أمام مانشستر سيتي، حاول سلوت تخفيف حدة الانتقادات من خلال مزحة ساخرة، قائلاً: “أفضل وقت لتقييم الفريق هو نهاية الموسم، وثاني أفضل وقت هو بعد 19 مباراة”.

لكن الواقع يؤكد أن بعد 11 جولة، تبددت آمال ليفربول في المنافسة على اللقب. وحتى سلوت نفسه اعترف بصراحة قائلاً: “الحديث عن اللقب هو آخر ما يجب أن أفعله الآن”.

السؤال الحقيقي الذي يواجه الفريق وجماهيره هو: هل بإمكان ليفربول إنقاذ موسمه والحفاظ على مكانه بين الأربعة الأوائل لضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا؟

تقنية الفيديو.. عذر سهل

أشار سلوت إلى إلغاء هدف فان دايك في ملعب الاتحاد كعامل مخفف للهزيمة، لكنه لم يحاول الادعاء بأن الفريق استحق الأفضل. وأوضح: “في الشوط الأول، كانوا أفضل منا في جميع جوانب المباراة”.

الإحصائيات كانت واضحة: تسديدة واحدة فقط على المرمى، وخسارة أكثر من 60% من المواجهات الثنائية. لاعبون مثل كونور برادلي عانوا أمام لاعبي مانشستر سيتي، إذ تركهم كل من كوناتي وصلاح دون رقابة، ما أدى لانهيار الفريق بالكامل.

روي كين، نجم مانشستر يونايتد السابق، عبر قناة “سكاي سبورتس” عن رأيه الحاد: “لا يمكن اعتبار ليفربول منافسًا قويًا على اللقب. الفريق يفتقد القوة والطاقة، وقراراته ضعيفة فنيًا وبدنيًا”.

من اللافت أن سلوت رفض إلقاء اللوم على لاعبيه مباشرة، مفضلًا توجيه النقد إلى خططه التكتيكية التي فشل من خلالها الفريق في مواجهة كثافة وسط ملعب سيتي. وأوضح: “لم يكن الأمر أن لاعبيّ لم يرغبوا في خوض المواجهات الثنائية. في الشوط الثاني، عندما كنا أفضل، كنا نستحق هدفًا”.

لكن كين لم يتأثر بالتحليل التكتيكي، وقال بسخرية: “انتهت المباراة! من السهل اللعب بشكل جيد عندما لا يكون هناك شيء على المحك”. صحيح أن جاكبو أضاع فرصة، لكن الحقيقة تبقى واضحة: ليفربول الذي هزمت فرقًا كبيرة الموسم الماضي لم يعد موجودًا.

460 مليون يورو.. ولماذا يبدو الفريق ضعيفًا؟

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن ليفربول يبدو وكأنه “فريق ضعيف”، رغم إنفاقه أكثر من 460 مليون يورو في الانتقالات الصيفية.

حاول سلوت تبرير الأداء السيئ بالإصابات التي أعاقت اندماج لاعبين مثل فريمبونج، إيزاك، وماك أليستر. لكن الحقائق تشير إلى أن لاعبين مثل فلوريان فيرتز لم يقدموا الأداء المتوقع، بينما كان أداء هوجو إيكيتيكي متذبذبًا، وفشل ميلوس كيركيز في فرض نفسه، حتى اضطر الفريق لإعادة أندي روبرتسون، الذي كان مستواه متراجعًا، للعب أساسيًا.

ستوريدج، نجم ليفربول السابق، علق على الوضع قائلاً: “الموسم الماضي كان هناك ثبات في الأداء، وكانت مهمة سلوت أسهل لأنه ورث فريق كلوب. هذا الموسم، ضم الفريق لاعبين جدد، وجرى توقع أن يصبحوا نجومًا فورًا، لكن هذا نادر في الدوري الإنجليزي الممتاز.. بعض اللاعبين، مثل فيرتز، فوجئوا بكثافة الأداء. انسجام الفريق اختفى تقريبًا”.

الأزمة الحالية لم تظهر فجأة، بل تراكمت على مدار الموسم الماضي، حيث خاض ليفربول 47 مباراة في عام 2025، فاز في 21 وخسر 16، ما أظهر علامات إرهاق واضحة في نهاية الموسم. رغم ذلك، لم يُسهم سوق الانتقالات الصيفي في حل هذه المشكلات، بل أضاف لها أبعادًا جديدة.

الفريق كان بحاجة ماسة إلى لاعب إبداعي، مهاجم بارع، وعمق دفاعي. ومع ذلك، رغم الإنفاق الضخم، لا تزال هذه الثغرات قائمة. ففيرتز لم يتمكن من السيطرة على إيقاع اللعب، وأُجبر على اللعب في الجناح الأيسر، ما أدى إلى فشل جاكبو في سد الفراغ الذي تركه لويس دياز. غياب ترينت ألكسندر-أرنولد كان مؤثرًا في الهجوم، وأداء إبراهيما كوناتي الكارثي يجعل فشل التعاقد مع مارك جويهي يبدو خطأً استراتيجيًا جسيمًا.

ضرورة اتخاذ قرارات جذرية

لم يُفقد كل شيء بعد. ليفربول لا يزال قوة لا يُستهان بها على الساحة الأوروبية، كما أثبت بفوزه على ريال مدريد. في الدوري الإنجليزي، ورغم الأداء السيئ، لا يفصله عن المراكز الأربعة سوى نقطتين فقط. لكن النجاح في الحفاظ على مكانته يتطلب تغييرًا جذريًا في النهج التكتيكي وإعادة بناء أسلوب اللعب.

الوقت لم يعد مناسبًا للنهج الحذر في دمج اللاعبين الجدد. إذا كانت استراتيجية سلوت قائمة على بناء الفريق حول فيرتز، فيجب تنفيذها فورًا، حتى لو تطلب ذلك استبعاد محمد صلاح مؤقتًا. كما يجب إيجاد دور واضح لإيكيتيكي، سواء كلاعب احتياطي للهجوم أو كجناح في الفريق، إذ لا يمكن أن يظل على مقاعد البدلاء أسبوعيًا.

كوناتي أيضًا يحتاج إلى قرار حاسم. الفرنسي، الذي ينتهي عقده، لم يعد يستحق مكانًا أساسيًا بعد الأداء المخيب ضد مانشستر سيتي. وبالمثل، يظل مستقبل الظهيرين فريمبونج وكيركيز غامضًا، رغم أن التعاقد معهما كان يهدف إلى توفير أبعاد هجومية في مركز الظهيرين.

رؤية واضحة لاستعادة الثقة

لا أحد يطالب بإقالة سلوت، خاصة بعد تحقيقه اللقب قبل ستة أشهر، لكن الجماهير تتوق لرؤية استراتيجية واضحة ومتماسكة. كما قال ستوريدج: “على سلوت البقاء مع فريق يؤمن به حقًا”. هذا يبدو الطريق الوحيد لاستعادة ثقة الجمهور وإعادة بناء مشروع طويل الأمد للفريق.

التحدي الرئيسي الآن هو تحويل خطة الانتقالات الصيفية إلى واقع ملموس على أرض الملعب. النهج الحذر لم يعد مبررًا، وضرورة بناء الفريق حول عناصر محددة مثل فيرتز وإيزاك باتت أولوية. سلوت مطالب الآن بالمخاطرة ببعض لاعبيه المخضرمين من أجل إيجاد التوازن الأمثل، واستعادة الانسجام المفقود منذ بداية الموسم.

ليفربول يمر بلحظة حرجة، لكنها فرصة لإعادة تقييم كل شيء. الموسم الحالي لا يُمكن اعتباره كارثيًا بعد، لكن نجاح الفريق في الحفاظ على مكانته بين كبار الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال يعتمد على قدرة سلوت على اتخاذ قرارات جذرية وفورية. إعادة بناء الفريق حول رؤية واضحة، وضبط أدوار اللاعبين الجدد، وإجراء تغييرات تكتيكية مدروسة، هو السبيل الوحيد لتجنب موسم مخيب للآمال بعد تتويج تاريخي.

الجماهير تتطلع الآن إلى رؤية خطة واضحة، وأسلوب لعب متجانس، وفريق قادر على استعادة هيبته وقوته. ليفربول أمام اختبار حقيقي، وأرن سلوت أمامه فرصة لإثبات قدرته على قيادة الفريق في مرحلة حرجة ومصيرية.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل