أعلن نادي برشلونة حرمان جماهير أتلتيك بيلباو من حضور المواجهة المرتقبة بين الفريقين، السبت المقبل، على ملعب سبوتيفاي كامب نو، بسبب عدم جاهزية المرافق الخاصة بالجماهير الزائرة في ظل استمرار أعمال تطوير الملعب.
وأثارت هذه الخطوة حالة من الجدل بين جماهير الفريق الباسكي، بعدما أكد النادي الكتالوني استحالة ضمان شروط السلامة والفصل بين المشجعين في المباراة.
ووفقا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، أبلغ برشلونة نظيره أتلتيك بيلباو بأن المباراة ستجرى من دون حضور جمهور ضيف، لعدم توفر مساحات مخصصة للجماهير الزائرة، وعدم اكتمال ممرات ومسارات دخول وخروج منفصلة تمنع اختلاط جماهير الفريقين، ما يعد شرطا أساسيا في الملاعب التي تستقبل منافسات رسمية.
وأكد البارسا، بحسب الصحفية، أن سبوتيفاي كامب نو ما يزال في مرحلة الإنشاء، ولا يحتوي بعد على منطقة معزولة لضمان سلامة جماهير الفرق الزائرة.
وأوضح برشلونة، في مراسلته الرسمية لبيلباو، أن الظروف الحالية لا تسمح بالفصل أو التحكم في تدفق الجماهير بالشكل الذي تفرضه اللوائح الأمنية، مشيرا إلى أن الملعب لا يتضمن بعد المرافق الهيكلية اللازمة لاستقبال مشجعي الفرق الضيفة بشكل آمن.
بيلباو يرد على بيان البارسا
من جانبه، أصدر أتلتيك بيلباو بيانا لجماهيره أوضح فيه الأسباب التي تلقّاها من النادي الكتالوني والتي تحول دون إرسال الحصة المعتادة من التذاكر المخصصة لمشجعي الفريق في المباريات الخارجية.
وجاء في البيان: “المباراة التي ستجمع بين برشلونة وأتلتيك بيلباو في سبوتيفاي كامب نو الجديد هذا السبت لن تضم التذاكر المعتادة المخصصة لجماهير فريقنا، وهذه الأسباب التي نقلها لنا النادي الكتالوني قبل دقائق”.
وأوضح النادي الباسكي أن الرخصة التنظيمية الحالية “1B” لملعب سبوتيفاي كامب نو لا تتيح ضمان الفصل والرقابة وتوفير الحد الأدنى من شروط الحماية المطلوبة لاستقبال جماهير الفريق الضيف، ما يجعل من المستحيل تخصيص ممرات دخول وخروج آمنة دون استكمال التحسينات التي بدأ العمل عليها، والمتوقع جاهزيتها خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف البيان: “المداخل غير مستقلة، حيث إن نقاط الدخول والخروج المتاحة حاليا لا تسمح بإنشاء مسارات منفصلة وحصرية لجماهير الفريق الزائر، ما يُبقي احتمال اختلاطهم بالجماهير المحلية قائما”.
وتابع: “كما أن المدرجات لا تضم العناصر الهيكلية المطلوبة لعزل وتحديد منطقة آمنة مخصصة للجماهير الزائرة”.
وأشار أتلتيك بيلباو إلى أن 468 من أعضائه كانوا قد سجلوا أسماءهم للمشاركة في قرعة الحصول على تذاكر المباراة، وفقا لما أعلنه في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حيث كان سعر التذكرة محددا بـ30 يورو.
تاريخ كامب نو
يعد ملعب كامب نو واحدا من أبرز المعالم الرياضية في العالم، ورمزًا لهوية نادي برشلونة العريقة.
وقد تم افتتاح الملعب رسميًا في 24 سبتمبر/ أيلول من عام 1957، بعد سنوات من التخطيط والبناء لتلبية احتياجات النادي المتزايدة بعد نجاحاته المتلاحقة في كرة القدم الإسبانية.
وجاء إنشاء كامب نو كحل للأرضية السابقة، ملعب كازا فيا، الذي لم يكن يستوعب أعداد الجماهير المتزايدة، وكان بعيدًا عن المستوى الذي يطمح إليه النادي في ذلك الوقت.
وعلى مدار العقود، شهد كامب نو العديد من التطورات والتوسعات. في السبعينيات والثمانينيات، بدأ النادي في إدخال تحسينات على المرافق والبنية التحتية، شملت توسعة المدرجات وتركيب مقاعد مريحة، إضافة إلى تطوير المناطق المخصصة للإعلام والمقصورات الفاخرة.
ومع مرور الوقت، أصبح الملعب مجهزًا بأحدث أنظمة الإضاءة وشاشات العرض، مع تحسينات في أنظمة السلامة والأمن، ما جعل التجربة الجماهيرية أكثر راحة وأمانًا.
ويُعتبر كامب نو أكثر من مجرد ملعب؛ فهو رمز لهوية وثقافة النادي الكتالوني. الجدار الشهير عند مدخل الملعب، المزين بصور وإنجازات النادي، يعكس تاريخ برشلونة الممتد لأكثر من قرن. كما أن الملعب أصبح مركزًا سياحيًا مهمًا، حيث يقصده آلاف الزوار سنويًا للتعرف على متحف النادي وجولة حول أرجاء الملعب، مما يتيح لهم تجربة تاريخية وثقافية رياضية في آن واحد.
مرحلة جديدة من التطوير
في السنوات الأخيرة، دخل كامب نو مرحلة جديدة من التطوير مع مشروع “إسباي بارسا” الذي يهدف إلى تحديث جميع مرافق النادي ورفع الطاقة الاستيعابية للملعب.
ويشمل المشروع تحسينات في البنية التحتية، إنشاء مناطق متعددة الاستخدام، وتحسين الخدمات الجماهيرية، إضافة إلى توفير أحدث التقنيات في الإضاءة والصوت والمراقبة.
ويهدف هذا المشروع إلى جعل كامب نو واحدًا من أكثر الملاعب تطورًا في العالم، مع الحفاظ على هويته التاريخية والثقافية.
ويبقى كامب نو أيقونة حقيقية لكرة القدم، ليس فقط باعتباره ملعبًا كبيرًا وذو تصميم معماري مميز، بل أيضًا كرمز للنادي وجماهيره، حيث إن كل زاوية في الملعب تحمل ذكريات الانتصارات والبطولات، من الأهداف التاريخية إلى اللحظات الحاسمة في البطولات الأوروبية والمحلية.
لذلك، يعتبر تاريخ كامب نو هو تاريخ برشلونة نفسه، حيث يعكس كل توسعة أو تطوير رغبة النادي في مواكبة العصر دون التخلي عن تراثه العريق.



