مرة أخرى ووسط خيبات متتالية على المستوى الرياضي وبعد ساعات فقط من حسرة فقدان بطاقة الملحق المؤهل لمونديال العرب الجاري في قطر بخسارة دراماتيكية وفي آخر أنفاس المباراة أمام منتخب جزر القمر يعزف أبطالنا الصغار سيمفونية الفرح الكبير ويحققون انتصارات ونتائج غير مسبوقة في تصفيات آسيا للناشئين ويخطفون بجدارة بطاقة التأهل للنهائيات المقررة في مايو المقبل في السعودية من مجموعة ضمت خمسة منتخبات وبالعلامة الكاملة 15 نقطة وبغزارة تهديفية بغلت 24 هدفا فيما لم تتلق شباكنا سوى ثلاثة أهداف.
الإنجاز كان رائعا وحمل بشائر طيبة وواعدة لمشاركة مميزة في البطولة القارية على مستوى فئة الناشئين في السعودية، وأرى كمتابع رياضي في هؤلاء الأبطال الصغار قدرات وإمكانيات وطموحا وعزيمة للذهاب بعيدا في النهائيات ومن ثم الوصول إلى كأس العالم بنسخته المقبلة في قطر خصوصا وحصة القارة الأسيوية باتت 8 منتخبات وليس ثلاثة فقط كما كان في السابق، وبلوغ دور الثمانية يعني الوصول تلقائيا إلى المونديال وتكرار إنجاز العام 2003م حين صال ناشئو اليمن من رفاق الكابتن عبده الإدريسي وبقيادة المدرب الوطني أمين السنيني وسطروا في مونديال فنلندا يومها حضورا لافتا ومستوى راق في مقارعة أفضل منتخبات العالم على غرار البرتغال بطل أوروبا والبرازيل بطل أمريكا الجنوبية والكاميرون بطل أفريقيا وكانوا حينها الممثل الوحيد للعرب في المونديال ورفعوا اسم الوطن اليمني عاليا.
كانت السعادة غامرة وواسعة بمنتخب الناشئين المشارك في تصفيات قيرغستان كما هي العادة، وشملت كل أبناء الشعب اليمني بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، لكن الأهم من كل هذه الأفراح والأماني أن تبدي الجهات المختصة من كل الأطراف اهتماما ومساندة وتشجيعا حقيقيا لهذا المنتخب الواعد والمسارعة في إقامة المعسكرات التدريبية وتبني اللاعبين ومعالجة كل مشاكلهم وإجراء مباريات تجريبية مناسبة مع فرق ومنتخبات وازنة قبل انطلاق النهائيات وتوفير كل الأجواء للفريق لضمان تمثيله الوطن خير تمثيل، فالشعب اليمني لم يعد مستعدا للعودة إلى مربعات الهزائم والإخفاقات والمشاركات الهزيلة.



