الرياضة بشكل عام وكرة القدم خصوصا وهي اللعبة الاكثر شعبية في العالم تبقى من افضل الوسائل والطرق الحضارية لتحقيق التقارب بين الشعوب ولكنها قد تتحول في بعض اللحظات العاطفية غير المحكومة بالعقل وبتغليب الروح الرياضية إلى ساحة للتباعد والفرقة والمشاحنات بين الجماهير والبلدان وربما تذهب الأمور إلى أبعد من ذلك وإلى ماهو أسوأ بكثير وماالحرب الشهيرة التي اندلعت بين السلفادور وهندوراس في العام 1969 اثر مباراة كرة قدم الا مثال حي على نتائج الجنون عندما يخرج الامر عن السياق ويتوقف العقل عن العمل.
-خلال بطولة كأس العرب التي اختتمت مؤخرا في الدوحة وعطفا على المنافسة المحمومة
بين المنتخبات المشاركة وبعض المشاحنات التي ظهرت هنا وهناك في بعض المباريات كاد الهدف النبيل من البطولة الودية في تعزيز التلاحم بين الأشقاء العرب أن يصير الى ساحة اضافية للخلاف والشقاق والتناحر.
-رأينا الأشقاء في تونس يخوضون في مباراة فلسطين وسوريا في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى أكثر ربما مما قاله الاعلام الجزائري عقب المؤامرة الشهيرة بين منتخبي المانيا والنمسا في مونديال 1982 في اسبانيا وكيف تم اقصاء محاربي الصحراء من تلك البطولة ظلما رغم تحقيقه انتصارين تاريخيين وعلى اثر تلك المباراة التآمرية اتخذ الفيفا قرارا باقامة مباريات الجولة الختامية لدور المجموعات في كل بطولاته في وقت متزامن.
-كذلك كان الأمر في اعقاب المباراة النهائية بين المغرب والأردن وما ظهر من رفض بعض لاعبي النشامى مصافحة المدرب المغربي وقبلها في مباراة نصف النهائي بين الاردن والسعودية ورفض بعض لاعبي الاخضر مصافحة زملائهم في الفريق الخصم كما اسالت مواجهة العراق والأردن في وقت مبكر من البطولة الكثير من الحبر وتجاوزت المشاحنات حدود المستطيل الأخضر ليصل حد تبادل الاساءات بين البلدين الشقيقين الجارين في وسائل الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
– لا شك في ان ايجابيات بطولة كاس العرب في نسختها الحادية عشرة وبحلتها الجديدة للمرة الثانية تواليا طغت على كل السلبيات والمظاهر الطارئة لكن لابد من التأكيد مجددا على ان كرة القدم اذا ما خرجت عن سياقها الرياضي والاخلاقي فإنها قد تتحول من لعبة رياضية إلى شرارة لمزيد من الصراعات والتوترات السياسية في منطقة لا تحتمل المزيد من أسباب الفرقة والخلاف.



