رجل الكواليس .. من هو المغربي أنس الغراري المرشح لقيادة ريال مدريد؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

رجل الكواليس .. من هو المغربي أنس الغراري المرشح لقيادة ريال مدريد؟

في أروقة نادي ريال مدريد، أحد أعرق أندية كرة القدم في العالم، ظهر اسم يثير اهتمام الإعلام الإسباني والعالمي في الأيام الأخيرة، وهو أنس الغراري، المغربي-الفرنسي، الذي يصفه البعض بـ”الدماغ المالي” و”اليد اليمنى غير الرسمية” لرئيس النادي فلورنتينو بيريز.

وفي وقت تتكثّف فيه التكهنات بشأن مستقبل بيريز، الذي تمتد ولايته حتى 2029،، يبرز الغراري كأحد الأسماء القوية المحتملة لصياغة المرحلة المقبلة في مدريد، ليس فقط كرئيس محتمل، بل كمهندس لإعادة هيكلة كاملة في نموذج إدارة النادي.

ورغم النفي المتكرر من صحفيين مقربين من الإدارة بشأن أي استقالة وشيكة لبيريز، فإن تقارير إسبانية أكدت خلال الأيام الماضية أن النقاش الحقيقي لا يدور حول متى يرحل الرئيس، بل كيف سيترك النادي ومن سيضمن استمرار مشروعه السياسي والاقتصادي.

من كازابلانكا نحو قمة هرم ريال مدريد

وُلد أنس الغراري عام 1984 في الدار البيضاء، قبل أن ينتقل في سن مبكرة إلى أوروبا، حيث تلقى تعليمه العالي في فرنسا.

ووفقًا لما أوردته صحف فرنسية وإسبانية، تخصّص الغراري في الرياضيات المالية في باريس، وهو مسار نخبوي فتح له أبواب العمل في مؤسسات مصرفية كبرى.

بدأ مسيرته المهنية في بنك Crédit Agricole (Calyon)، ثم انتقل إلى Société Générale، حيث اكتسب خبرة عميقة في إدارة المخاطر والتمويل المعقّد.

وفي عام 2011، انتقل إلى مدريد للمساهمة في إطلاق فرع جديد للبنك، في خطوة ستغيّر مسار حياته بالكامل.

هناك، التقى أنس الغراري، بيريز، الذي كانت أسرته تجمعها علاقة طويلة مع عائلة الغراري.. ومن هنا بدأت علاقة استراتيجية امتدت لعقد كامل من الزمن.

ومع مرور الوقت، أصبح الغراري مستشارًا ماليًا غير معلن لبيريز، ليس فقط داخل ريال مدريد، بل أيضًا في مشاريعه الاقتصادية المرتبطة بشركة ACS العملاقة.

وتصفه مصادر إعلامية إسبانية بأنه “العقل المالي الذي يترجم أفكار بيريز الطموحة إلى هياكل قابلة للتنفيذ”.

أنس الغراري.. رجل الكواليس

رغم أنه لا يحمل أي منصب رسمي داخل ريال مدريد، فإن الصحافة الإسبانية تصف أنس الغراري بأنه القوة المحركة في الكواليس، ووفقًا لصحيفة ماركا، يعتبره النادي بمثابة “الذراع المالي الخفي” لبيريز، حيث لعب أدوارًا حاسمة في عدة مشاريع معقدة.

ومن بين أبرز المشاريع التي عمل فيها الغراري وراء الكواليس مع بيريز، كان مشروع دوري السوبر الأوروربي عام 2021، حيث كان المغربي أحد المؤسسين الرئيسيين وساهم في تأمين تمويل بقيمة 4 مليارات يورو من بنك جيه بي مورجان.

كما ساهم الغراري بشكل كبير في الإشراف على تمويل وترتيبات ترميم ملعب سانتياجو برنابيو في مواجهة تداعيات جائحة كورونا والظروف الاقتصادية العالمية الصعبة.

حتى بعض القرارات الرياضية، مثل ترشيح المدرب الألماني يورجن كلوب لخلافة كارلو أنشيلوتي، كانت، بحسب ماركا، من بين التوصيات التي قدمها الغراري لبيريز.

وبعيدًا عن النادي الملكي، ساهم الغراري أيضا في عمليات الاستحواذ والتخطيط الاستراتيجي لملفات ضخمة مع شركة ACS، عملاق الإنشاءات الإسبانية المرتبط ببيريز شخصيًا.

رحلة إلى منصب المدير التنفيذي

تحدثت صحف مثل Vozpópuli عن نية فلورنتينو بيريز إدخال منصب المدير التنفيذي (CEO) إلى الهيكل الإداري لريال مدريد، في سابقة تاريخية للنادي. الهدف، بحسب هذه التقارير، هو الفصل بين الدور المؤسسي للرئيس والإدارة التنفيذية اليومية.

وفي هذا السياق، يُعد أنس الغراري المرشح الأبرز لشغل هذا المنصب، في خطوة تمهّد له الظهور العلني أمام جماهير النادي، وتضعه في موقع قوة حقيقي قبل أي انتقال محتمل للسلطة بعد 2029.

هذا الدور لن يجعله رئيس النادي مباشرة، لكنه يضعه في مركز قوة تنفيذي حقيقي مع مساحة لتحويل ريال مدريد إلى نموذج أعمال أكثر احترافًا ومنافسة مع كبار الأندية العالمية في الأسواق التجارية والاستثمارية.

وتشير التوقعات إلى احتمالية تجهيز بيريز للغراري ودمجه في إدارة النادي الملكي، وتقديمه للجماهير، خلال عام 2026، في إطار محاولة بيريز لضمان انتقال سلس واحترافي بعد انتهاء ولايته.

الجنسية.. اللغز الذي يجب تجاوزه

رغم نفوذه، يواجه الغراري عقبة قانونية واضحة، تتثل في الأنظمة الداخلية لنادي ريال مدريد، والتي تشترط أن يكون المرشح لرئاسة النادي من حاملي الجنسية الإسبانية.

وبحسب مصادر إسبانية، قد يدفع بيريز ورفاقه لتغيير هذه القاعدة في لوائح النادي قبل عام 2029، لإتاحة الفرصة للرجل الذي يعتبره بيريز خليفته المحتمل.

لكن هذا التعديل ليس سهلاً، ويتطلب موافقة أعضاء النادي بالجمعية العمومية، وهو ما قد يفتح باب جدل واسع بين القواعد التقليدية لنموذج النادي المملوك للأعضاء، والنموذج الجديد الذي يطمح إليه بيريز.

حرب خفية على السلطة

تشير آخر الأخبار إلى أن النادي يعيش توترًا داخليًا بين جبهة بيريز والغراري، ومجلس الإدارة بقيادة المدير العام خوسيه أنخيل سانشيز وإخوة بيريز من جهة أخرى، حول مستقبل الملكية وطبيعة العلاقة مع المستثمرين الخارجيين.

الاختلاف الأساسي يكمن في مدى فتح النادي أمام رؤوس الأموال الأجنبية مقابل الحفاظ على هويته التاريخية كنادٍ مملوك للأعضاء.

ويعتبر أنس الغراري من المؤيدين لفكرة فتح آفاق جديدة للاستثمار الخارجي، بينما الفريق المحافظ يرى أن ذلك قد يمس بجذور ريال مدريد التاريخية التي امتدت لعقود طويلة.

وبين رجل خلف الكواليس إلى اسم يتردد في أروقة البرنابيو كمرشح مقتدر للمرحلة القادمة، تمثّل قصة أنس الغراري رحلة جديدة في نسيج ريال مدريد التاريخي.

ويبقى السؤال مفتوحًا، حول ما إذا كان سيصبح الرئيس القادم أم يبقى في منصب المدير التنفيذي الأبرز، لكن من المؤكد أنه سيكون من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في مستقبل النادي.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل