وضع برشلونة لقب دوري أبطال أروبا، هدفا كبيرا يطمح من خلاله للعودة إلى تسطير أمجاده التليدة في عالم الكرة، والنهوض من كبوته التي طالت.
منذ 2015 وبرشلونة يعد جمهوره بأن الموسم المقبل، سيكون الكأس ذو الأذنيين شامخا في الكامب نو وسط أنصاره، وفي كل عام يؤجل الحلم للذي يليه، حتى اضطر ميسي بعد كارثة روما لإطلاق وعد ألزم به نفسه بأن يكون العام المقبل هو الموعد المأمول لتحقيق الأمنية التي بدأت بالتلاشي، لتلحقها كارثة ليفربول وتتلوها (فضيحة) بايرن ثمانية الطلقات.
رحل ميسي وبرشلونة ما زال يحلم، ولكن هذه الأحلام بدأت تتحول إلى كوابيس، أولاها الخروج من دور المجموعات في الموسم الماضي، الذي اعتبر واحد من أكبر صدمات النادي الكتالوني، فتحمل المدرب السابق كومان جانب كبير من المسؤولية، لكن المدرب الحالي تشافي ناله نصيب من الفشل عندما عجز عن تسجيل الفوز الذي يحتاجه الفريق على بنفيكا لعبور دور المجموعات، وتقهقر إلى الدوري الأوروبي بفارق نقطة وحيدة.
قام الرئيس الحالي لابورتا بكل ما يستطيع من أجل ترتيب الأوراق المالية للنادي، فبدأ بمجزرة تاريخية بالاستغناء عن 19 لاعب دفعة واحدة ما بين انتهاء عقود أو إنهاء عقود أو إعارة، من أجل التخلص من أعباء الرواتب، وتكوين فريق بطموحات جديدة قادر على تغيير الواقع المرير، وبدأت عملية تعاقد دقيقة مع لاعبين قادرين على الإضافة في المرحلة الحالية مع وجود العنصر الشاب لإكمال الصورة، ولم يتكلف برشلونة في سوق الانتقالات سوى 153 مليون يورو دفعت في 3 لاعبين هم ليفاندوفسكي ورافينيا وكوندي، فيما حضر 4 آخرون مجانا، لتكون البداية مثالية بالفوز بخماسية في دوري الأبطال على أضعف فرق المجموعة فيكتوريا بلزن.
في المحصلة، قدم برشلونة نتائج أسوأ مما كانت عليه في الموسم الماضي، رغم التدعيمات وارتفاع مستوى الفريق وتحسن شكله الهجومي، فخرج مبكرا من المنافسة على التأهل وبشكل فعلي في الجولة الرابعة بعد التعادل مع إنتر ميلان على الكامب نو، ومنح الفريق الإيطالي قبلة الحياة ومعها بطاقة التأهل لدور الـ 16.
فشل مشروع برشلونة بشكل كامل، وتكالبت الظروف على الفريق سواء القرعة الصعبة التي وجد نفسه فيها مع بايرن ميونخ وإنتر ميلان، والإصابات التي أتت على معظم خطه الدفاعي، وتراجع مستوى بعض لاعبيه وخاصة بوسكيتس وبيكيه وألبا، وعدم وجود رؤية لمدربه تشافي، في تثبيت قوام الفريق وتعديل الخطط بما يتلاءم مع الفريق الخصم، لتكون الخسارة مزدوجة، والنهاية أكثر من كارثية.
برشلونة بحاجة لتجديد أهدافه، والتركيز بشكل أكبر على الليجا، فالدوري الأوروبي لن يكون سهلا في ظل وجود فرق عطشى للبطولات خاصة آرسنال ومانشستر يونايتد، وسينضم لها أتلتيكو مدريد ويوفنتوس وإشبيلية وأياكس، فمشوار الليجا وإن شهد عثرة الكلاسيكو إلا أنه يبقى أفضل بكثير من المشوار الأوروبي الشائك.