في الوقت الذي كان فيه النجم البرازيلي نيمار، يداعب الكرة بطريقته وفلسفته الشخصية، ويمشي في سفينة باريس سان جيرمان للغرق في بحر السانتياجو بيرنابيو العاصف.. كان كريستيانو رونالدو يترقب كل لحظة يمكن من خلالها تغيير الواقع على الأرض، وجلب المجد لناديه الذي انتمى إليه وارتبطت إنجازاته بألوانه.
نيمار في ليلة الاختبار..لم يكن في الموعد مع الكبار..هذا هو الحال باختصار..
المعلق يغدق عليه بالمديح..ويبشّر المتابعين بأن هذا الفتى الذهبي القادم للجلوس على عرش الكرة بعد انتهاء زمن ميسي ورونالدو..وفي الوقت نفسه..لا يزيد ما يقوم به عن فتى مراهق، دخل لتوه أرض الملعب، ولم يخلع عنه رداء كرة الشوارع..حيث اشترى بطاقة صفراء ساذجة بسبب خروجه عن طوره، والتزم بالأداء الفردي الذي صعّب المهمة على الزملاء في تحقيق الحسم المطلوب أمام خصم لا يغفر النهفات مهما تصاغرت.
نعم قدم نيمار لمسة ساحرة بالهدف الذي سجله زميله رابيو، وهو دليل على أنه يمتلك الكثير ليساعده على تحقيق هدفه، لكنه لن يكون النجم الأول في العالم ما دام يمتلك هذه العقلية التي يسيطر عليها مزاجه الشخصي..فسماته تبتعد عن مواصفات القائد، ولننظر هنا إلى زميله السابق ليونل ميسي، حيث يبتعد عن المعارك الجانبية، ويبقى في تركيز تام، للوصول إلى النقطة التي يمرر فيها كرة حاسمة، أو يسجل هدفا قاتلا، كما أن تفاني كريستيانو رونالدو وقتاله في الملعب، أفضل دليل على أن الرغبة في التربع على عرش النجومية قرار يتخذه اللاعب، ويبذل كل ما في وسعه لتحقيقه.
صورتان متناقضتان..لنجم كبير، رفض الاعتراف بمنطق الزمن، وواصل العطاء وهو في الثالثة والثلاثين..وقد يستمر لأكثر مما يتوقع الجميع..ولاعب في عنفوان الشباب، ما زال يتصرف كالصبية..في ميدان لا يعترف إلا بجدارة الكبار..فهل يغير نيمار الصورة؟ أم يرتضي لنفسه مقعدا مع قرناء أفشلتهم أمزجتهم السيئة..وتصرفاتهم الرعناء..داخل وخارج المستطيل الأخضر؟